بعد بريطانيا وفرنسا.. ألمانيا تسحب قواتها من مالي بحلول أواخر 2023
تعتبر دولة مالي من أكثر الدول الأفريقية التي تتواجد بها بعثات لقوات أوروبية ضمن قوات حفظ السلام التابعة لهيئة الأمم المتحدة، إلا أن أغلب تلك القوات ستنسحب إلى أماكن أخرى خلال الفترة المقبلة، خاصة بعد أن بدأت سلسلة الانسحابات من بريطانيا مرورًا بفرنسا وأخيرًا ألمانيا.
واليوم قررت ألمانيا سحب قواتها من مالي بحلول أواخر العام 2023، بعد أيام من إعلان الحكومة البريطانية، أنها بصدد سحب قواتها المشاركة في بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في مالي، رغم تزايد نشاط الجماعات المتطرفة في المنطقة.
من جهته أكد وزير الدولة البريطاني لشؤون القوات المسلحة جيمس هيبي، إن الوحدة البريطانية البالغ قوامها 300 فرد ضمن بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة ستنهي انتشارها في مالي قبل الموعد الذي كان مقررًا لنهاية مهمتها التي تمتد لثلاث سنوات.
وأرجع هيبي ذلك القرار إلى مخاوف بشأن علاقة الحكومة المالية بمجموعة "فاجنر" الأمنية الروسية، حسب ما نقلته صحيفة "إيفنينج ستاندرد" البريطانية.
تأتي الخطوة البريطانية بعد أن أعلن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في فبراير الماضي أن القوات التي تقاتل متطرفين في المنطقة بقيادة فرنسا ستنتقل من مالي إلى النيجر.
وكشف الوزير البريطاني، خلال كلمة له أمام مجلس العموم البريطاني، أن المسؤولية عن كل هذا تكمن في باماكو. لقد أدى انقلابان في ثلاث سنوات إلى تقويض الجهود الدولية للدفع قدمًا بالسلام"، وإن مجموعة (فاجنر) الروسية "ترتبط بانتهاكات جماعية لحقوق الإنسان"، معتبرًا أن شركتها مع الحكومة المالية "تأتي بنتائج عكسية على الاستقرار والأمن الدائمين في المنطقة".
وأوضح أن بلاده لا يمكنها نشر أفراد جيشها لتوفير الأمن عندما لا تكون حكومة البلد المضيف على استعداد للعمل معنا لتحقيق الاستقرار والأمن الدائمين.
وقال الوزير البريطاني إن المملكة المتحدة ستواصل العمل مع فرنسا وحلفاء آخرين من أجل "إعادة موازنة" الانتشار البريطاني في غرب إفريقيا.
كانت القوات البريطانية المعنية قد تم نشرها في الأصل في منطقة جاو في شرق البلاد في عام 2020. وقال رئيس الوزراء البريطاني آنذاك، بوريس جونسون، إن نشرها أظهر أن بلاده يمكن أن تكون "قوة من أجل الخير".