"الشبح النووية" الأمريكية الجديدة.. عرض "سري للغاية" لإخفاء قدراتها الخارقة
لم يكن الكشف أحدث قاذفة نووية استراتيجية للجيش الأمريكي أمرا سهلا، بل كان على البنتاجون أن يصمم حفلا خاصا للعرض.
حفل يستعرض القاذفة أمام الإعلاميين والمصورين مع المحافظة على بقاء تفاصيل القاذفة كأحدث سلاح استراتيجي حتى الآن بعيدا عن أعين المتلصصين.
وفي تقرير، قال موقع "ديفنس نيوز" الأمريكي، إنه عندما حان الوقت لإطلاق القاذفة الشبح الجديدة لسلاح الجو، B-21 Raider، بالكاد يلاحظ الخط الفاصل بين الشفافية العامة والكشف الكثير من المعلومات.
وتم تنظيم الفعالية الجمعة الماضية، للكشف القاذفة من صنع "نورثروب جرومان" في قاعدة جوية بمنطقة بالماد بولاية كاليفورنيا، وقد تم إدارتها بإحكام، إذ كان القصد هو إخفاء أكبر قدر ممكن من تفاصيل القاذفة.
والمنشأة التي عرضت فيها القاذفة سرية للغاية، ونادرا ما يزورها الصحفيون، وقام طيارون من قوات الأمن بالزي الرسمي وعملاء من مكتب التحقيقات الخاصة التابع لسلاح الجو بتفتيش الحشد.
كما تم إدخال الجموع من خلال بوابات دوارة كاملة الارتفاع، وغطت الأسوار بالأسلاك الشائكة لمنع المتسللين من التسلق، فيما لم تبدأ مراسم عرض القاذفة حتى غروب الشمس بالكامل.
وقال جون فينابل، وهو خبير بمؤسسة هيريتيج، لـ "ديفينس نيوز"، إن العرض صمم بطريقة تعمل على إخفاء التفاصيل السرية.
تلاعب بالإضاءة
وعندما نشرت القوات الجوية صورة أخرى للطائرة B-21 في وقت لاحق من يوم الجمعة، أظهرت بوضوح أن لون جسد القاذفة لم يكن بالدرجة التي شوهد بها خلال الحفل، مما يشير إلى التلاعب بالإضاءة خلال عرض القاذفة لإضفاء بعض الظلال على بعض الأجزاء، لا سيما الجانب السفلي من القاذفة الاستراتيجية.
ووفقا للتقرير، لم يكن متاحا رؤية ظهر القاذفة، بما في ذلك التفاصيل مثل محركاتها وحافتها الخلفية.
وتوقع فينابل أن يستمر هذا المستوى من السرية في المستقبل المنظور، نظرا لمستوى التصنيف المتضمن في B-21.
وقال فينابل: "سيبقونها طي الكتمان لأطول فترة ممكنة. مخيلتي تقول إنهم سيطلقونها في الليل فقط، بحيث يصبح من الصعب جدًا عليك الحصول على فكرة حول ما هو موجود على متن الطائرة".
من ناحية أخرى، كان على الإعلاميين الذين حضروا الحفل اتباع إرشادات صارمة حول المعدات التي يمكنهم إحضارها إلى أقسام المنشأة عالية السرية.
فعلى سبيل المثال، لم يُسمح لأجهزة iPhone والساعات الذكية والأجهزة المحمولة الأخرى، بكاميراتها عالية الدقة والكاميرات القابلة للزووم وتسجيل الفيديو وقدرات الإرسال، بالتواجد في أي مكان بالقرب من القاذفة الجديدة المعروضة.
وقبل السماح للصحفيين بالدخول إلى منطقة العرض، كان عليهم إيقاف تشغيل أجهزتهم وتسليمها إلى موظفي شركة نورثروب جرومان المصنعة للقاذفة، والذين قاموا بعد ذلك بإبقائها في أكياس محكمة الإغلاق وآمنة.
وأعيدت الأجهزة مجددا لأصحابها بعد نهاية الحفل.
وتم إعطاء المصورين الصحفيين إرشادات أمنية واضحة في هذا السياق، وقد أخبروا أنه إذا حاول أي شخص مراوغة هذه القواعد، فستحتجز شركة نورثروب جرومان كاميراتهم حتى تتمكن القوات الجوية من إجراء مراجعة أمنية للصور.
إرشادات للتصوير
وفي الإطار نفسه، تم تعيين حد لا هوادة فيه على حجم عدسة الكاميرا عند 50 ملم، مما يعني عدم التكبير "زووم" عن ذلك المستوى، ويتم النظر مباشرةً إلى أسفل أنف B-21، دون إطلالات على جانبها أو بزاوية.
وكان لا بد من تركيب الكاميرات على حوامل ثلاثية الأرجل على ارتفاع 6 أقدام بالضبط، لا أعلى ولا أقل، وقد احتج أحد المصورين ذوو القامة الأقصر قليلًا على أنه لن يكون قادرًا على الرؤية من خلال عدسة الكاميرا إذا كانت الكاميرا على ارتفاع 6 أقدام.
وقال فينابل إنه لم يتم التقاط أي صور يمكن أن تكشف عن جوانب حساسة لأسطح القاذفة العلوية أو السفلية.
وأضاف: "من المفترض أن تكون هذه الطائرة ثورية للغاية بحيث يجب أن يكون لديها شيء يستحق إخفاءه. سيكشف الجزء السفلي والعلوي والجزء الخلفي من الطائرة عن الكثير".
وفي نهاية الحفل، قالت الرئيسة التنفيذية لشركة نورثروب جرومان، كاثي واردا" "في المرة التالية التي ترى فيها هذه الطائرة، ستكون في الهواء"، ثم خفت الأضواء، وعادت القاذفة إلى حظيرة الطائرات الخاصة بها، وأغلقت الأبواب، تاركة B-21 مجددا في الظل.
