عاصفة من الجدل.. صفعة "سينما" تفسد فرحة الديمقراطيين بمجلس الشيوخ
بعد أيام من احتفال الديمقراطيين بالفوز في انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشيوخ، أثارت النائبة كيرستين سينما عاصفة من الجدل.
شكل إعلان "سينما" بمغادرة الحزب صفعة للديمقراطيين الذين ظنوا أنهم تمكنوا من انتزاع أغلبية 51 مقعدًا مقابل 49 للجمهوريين لتتحول اليوم إلى 50 للديمقراطيين و49 للجمهوريين، مع مقعد واحد مستقل لسينما، وفقا لوكالة أسوشيتدبرس.
وقد أثار ذلك أسئلة صعبة حول ما إذا كان الديموقراطيون قد يدعمون "سينما" ماليًا وسياسيًا على مرشحهم إذا قررت السعي لإعادة انتخابها عام 2024 ويُنظر إليها على أنها أفضل فرصة لإبقاء المقعد بعيدًا عن أيدي الحزب الجمهوري.
وقالت في مقابلة مع شبكة "سي إن إن"، حيث أعلنت رسميًا عن مغادرتها الحزب: "لم أنتمِ يومًا إلى حزب. ولم أحاول يومًا الانتماء. ولا أسعى لذلك. هذه الخطوة تمثلني وتمثل أسلوب عملي، وأعتقد أنها ستوفر فرصة لأشخاص كثيرين في ولايتي وفي البلاد سئموا من الحزبية".
ورغم أنها لن تكون السيناتور المستقل الوحيد في المجلس، لوجود كل من بيرني ساندرز وأنجوس كينج، سعت "سينما" إلى طمأنة حزبها السابق الذي تخلت عنه من أنها ستظل الشخص ذاته متمنية أن تحافظ على مقعدها في اللجان المختصة ومتعهدة بالتعاون مع زملائها من الحزبين.
لكن خطوة "سينما" بمثابة تذكير واقعي بأنه رغم فوز الديمقراطيون بأغلبية مطلقة في مجلس الشيوخ هذا الأسبوع، لكن قبضتهم على المجلس لا تزال ضعيفة، مما يمنح الأعضاء تأثيرًا ملحوظًا على جدول أعمال الكونجرس، وقد تنبئ بالمناخ الأكثر صعوبة في المستقبل حيث يدافع الديمقراطيون عن مقاعد في سبع ولايات، بما في ذلك أريزونا.
قال "سينما" في المقابلة: "قراري يعتمد بنسبة 100٪ على ما أعتقد أنه مناسب لي ولولايتنا، ولضمان قدرتي على الاستمرار في تقديم نتائج حقيقية تحدث فرقًا في حياة أريزونا".
ووفقا للتقرير استثمرت المجموعات الخارجية التابعة للحزب الديمقراطي أكثر من 33 مليون دولار لمساعدة "سينما" للفوز عام 2018. لكن لا يتوقع أن تنفق بذات القدر إذا ما سعت للترشح عام 2024.
وأشارت "سينما"، البالغة من العمر 46 عامًا، إلى أن قرار التوازن في لجان المجلس يعود إلى زعيم الأغلبية تشاك شومر، مؤكدة أنها لا تنوي تغيير المعادلة الحالية، قائلة: "لا أتوقع أن يتغير أي شيء في هيكلية المجلس. سأواصل عملي كما فعلت دائما، لكن الفارق الوحيد هو أنني سأكون مستقلة".
جدير بالذكر أن سينما صوّتت لصالح عزل الرئيس السابق دونالد ترامب في مجلس الشيوخ، كما رفضت التصديق على تعيين مرشحته للمحكمة العليا إيمي كوني باريت.
وصوتت مع الديمقراطيين لصالح مشروعات عدة؛ أبرزها مشروع الإنعاش الاقتصادي عقب كوفيد-19، لكنها متقاربة مع الجمهوريين في القضايا الضريبية، حيث تعارض رفع نسبة الضرائب.
تعد هذه المرة الأولى خلال أكثر من 10 أعوام التي يشهد فيها مجلس الشيوخ تغيير أحد أعضاء المجلس صيغته الحزبية، فكان السيناتور الجمهوري أرلين سبكتر آخر من يعلن تغيير حزبه للانضمام إلى الديمقراطيين عام 2009، وسبقه السيناتور الديمقراطي جو ليبرمان عام 2006 الذي أصبح مستقلا.