دلالات استراتيجية لزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الهند
تتميز العلاقات المصرية – الهندية بتاريخها العريق كما تعكس التعاون بين الدولتين الكبيرتين، حيث تمثل كل منهما ثقلًا إقليميًا خاصًا في منطقتها، وقد ترسخت هذه العلاقات من التطلعات والتحديات المشتركة التي يواجهها البلدان.
تاريخ العلاقات المصرية الهندية
تمتد العلاقات الدبلوماسية والسياسية بين مصر والهند منذ زمن الزعيم المصري سعد زغلول الذي ربطته علاقة قوية بالمهاتما غاندي وعلاقة الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر بجواهر لال نهرو أدت لتوقيع اتفاقية صداقة بين مصر والهند عام 1955، وكان للدولتين دورا متميزا في مؤتمر باندونغ، وفي إنشاء وإرساء حركة عدم الانحياز.
وشهدت العلاقات المصرية – الهندية تطورًا كبيرًا خلال الفترة الماضية على كافة المجالات السياسية والاقتصادية والعلمية والثقافية، وحرص الجانبان على تعزيز العلاقات الثنائية من خلال تكثيف الزيارات رفيعة المستوى، وتسعى الدبلوماسية المصرية الجادة لتعزيز التعاون مع القوى الكبرى في القارة الآسيوية، بما في ذلك الهند.
وتعود جذور هذه العلاقات إلى التحديات والتطلعات المشتركة التي يواجهها البلدان، وتعد الاتفاقيات المشتركة العديدة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية إحدى الركائز الأساسية لهذه العلاقة ومثالا واضحًا على مدى تميزها وأهميتها.
شهدت جميع المجالات السياسية والاقتصادية والعلمية والثقافية تقدمًا ملحوظًا في العلاقات المصرية الهندية.
تعززت العلاقات الأخوية والودية بين مصر والهند بشكل أكبر من خلال رحلات الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الهند في أكتوبر 2015 وسبتمبر 2016.
ثالث أكبر شريك تجاري
تعد الهند هي ثالث أكبر شريك تجاري لمصر،حيث شهدت العلاقات المصرية – الهندية نموًا واستقرارًا ملحوظًا خلال السنوات القليلة الماضية، فضلًا عن زيادة ملحوظة في حجم التبادلات التجارية.
وبحسب البيان الصادر، الثلاثاء، عن الجهاز المركزي للإحصاء في مصر، فإنَّ حجم التبادل التجاري ارتفع بين البلدين بنسبة 20.8 بالمئة خلال العشرة أشهر الأولى من 2022، مقارنة بالفترة ذاتها من العام 2021
زيارة الرئيس السيسي
يعوّل عديد من خبراء الاقتصاد المصريين على الزيارة التي يجريها الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، إلى الهند للمشاركة في احتفالات الذكرى الـ 74 لاستقلالها، في فتح آفاق تعاون جديدة بين البلدين وتطويرها إلى مستويات أعلى، لا سيما على المستوى الاقتصادي وزيادة حجم التبادل التجاري.
مصر كانت سباقة في إحداث نهضة، مشيرًا إلى أنه في ظل العالم الجديد وتشكيل أقطاب ومحاور جديدة تستطيع مصر أن تستفيد من نهضة الهند، من خلال تقوية العلاقات الاقتصادية والاستثمارية والعلمية مع الهند، وهذا يحدث بالفعل من خلال الزيارات التي تتم بين الطرفين لتمهيد الطريق ولمعرفة المزايا التي يمتلكها كل بلد، ولكن ما يميز الهند شغفها المستمر بالتطوير خاصة في علوم التكنولوجيا والبرمجيات وهذا ما أدى لإحداث نهضة كبيرة في الهند.
مصر لديها العديد من العوامل التي تجعلها جاذبة للاستثمارات، على الجانب الآخر يمكن لمصر أن تستفيد من نهضة الهند من خلال هذه الزيارات السياسية خاصة في مجال علوم التكنولوجيا والبرمجة، حيث إن هذه الزيارات هي القاطرة التي تمهد الطريق أمام العلاقات الاقتصادية والاستثمارية.
وذكرت صحيفة "بيزنس إنديا"، المتخصصة بالشأن الاقتصادى، أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى للهند تعد فرصة ذهبية لإقامة شراكة اقتصادية كبيرة بين البلدين، مؤكدة أنها المرة الأولى التي يدعى فيها رئيس مصري "كضيف شرف رئيسي" باحتفالات يوم الجمهورية الهندي، الذي توجهت فيه دعوة الحضور لكافة قادة وزعماء العالم.
وقال المحلل السياسي والاقتصادي الهندى البارز نهاديب سوراي، إن القاهرة هي مفتاح مرور الهند إلى طريق بناء علاقات أقوى مع العالم العربي وإن مصر بحكم ثقلها السياسي والتاريخي والاستراتيجي ستكون قلبًا ومحورًا لهذا التقارب الهندي العربي.