السودان.. القضية الحائرة (تقرير صوتي)
لا تزال أصوات أزيز الرصاص تصدح في كثير من المدن السودانية.. ولا تزال معها الحاجة ملحة إلى إسكات تلك الأصوات التي دوت منذ منتصف شهر إبريل الماضي وحتى تلك اللحظة، مع فشل الكثير من المبادرات الراغبة في إسكات طلقات البنادق وضربات المدافع وفداحة القصف الجوي على مناطق في الخرطوم، والتي تتزامن مع وقوع الكثير من القتلى والمصابين من أهالي أرض النيل.
ومع ذلك لم تهدأ مصر كدولة جوار للسودان منذ بداية الأزمة بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، فمع بداية المعارك أعلنت مصر عن رغبتها في إنهاء الصراع في مهده حتى لا يتطور إلى إحداث شيخوخة في جسم الدولة السودانية، وهو ما سيؤثر بشكل كبير على الأوضاع في المنطقة، حتى أعلنت أخيرًا عن تبني القاهرة لمؤتمر دول جوار السودان الرامي إلى حل الأزمة بشكل نهائي.
تهدف مصر من قمة دول جوار السودان إلى مناشدة أطراف الصراع في السودان للتأكيد على أن الصراع لا يجر إلا الصراع.. والفتنة لا تأتي إلا بالخراب سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي، وهو ما ينذر بكارثة حقيقية قد تشطر السودان إلى قسمين.. بعد أن كانت قد انقسمت بالفعل في وقت سابق إلى قسمين.. ووقتها لن يكون لأهل السودان مكانًا فيه. وستصبح أرض النيل العذب فٌتات دولة، وأنقاض تتصارع عليها الأمم كما تتصارع الأكلة على قصعتها.