"جنوب إفريقيا vs إسرائيل".. من ينتصر في معركة محكمة العدل الدولية؟
تعلن محكمة العدل الدولية ومقرها في لاهاي في هولندا اليوم الجمعة في الساعة 12:00 بتوقيت غرينتش عن حكمها في الإجراءات الاحترازية وفقا للقضية المرفوعة من دولة جنوب إفريقيا ضد إسرائيل بتهمة ارتكاب الإبادة الجماعية في حربها ضد الشعب الفلسطيني في غزة.
وتعود البداية إلى تقديم جنوب إفريقيا في ملف يتألف من 84 صفحة اتهامات ضد إسرائيل، مؤكدة أن قتلها للفلسطينيين في غزة يشكل إبادة جماعية وتسبب في أضرار جسدية ونفسية خطيرة، بالإضافة إلى تدهور الظروف المعيشية بهدف "تدميرهم جسديًا".
كما تشير الدعوى إلى تقاعس إسرائيل في توفير الحاجات الأساسية كالغذاء والماء والدواء والوقود والمساعدات الإنسانية لسكان قطاع غزة خلال الصراع مع حركة حماس، بالإضافة إلى حملة القصف المتواصلة التي أسفرت عن تدمير جزء كبير من القطاع ونزوح ملايين الفلسطينيين ومقتل آلاف الأشخاص.
وتطالب الدعوى محكمة العدل الدولية بفرض تدابير طوارئ لوقف الانتهاكات التي تتهم إسرائيل بارتكابها، مع انتظار صدور حكم المحكمة في جلسة مقررة لها في الساعة 12:00 بتوقيت غرينتش، والتي من المتوقع أن تستمر لمدة ساعة تقريبًا، حيث تمت أولى الجلسات في يومي 11 و12 يناير، حيث قدمت جنوب إفريقيا وإسرائيل حججهما سواء لصالح أو ضد اتخاذ التدابير الطارئة، دون استدعاء شهود للإدلاء بشهادتهم أو استجوابهم.
وطلبت جنوب إفريقيا من المحكمة إشارة إلى تدابير مؤقتة لحماية الفلسطينيين في غزة، وهذه الخطوة تُعتبر خطوة أولى في قضية قد تستغرق عدة سنوات لاكتمالها، حيث يهدف هذا الطلب إلى تطبيق أوامر تقييدية لمنع تفاقم النزاع أثناء مراجعة المحكمة للقضية بأكملها.
ولكن لن تصدر المحكمة قرارًا نهائيًا بشأن اتهامات الإبادة الجماعية الموجهة من جنوب إفريقيا إلى إسرائيل حتى يتم عقد جلسة لمناقشة القضية بشكل شامل وموضوعي، ومن المتوقع أن يستغرق هذا الأمر سنوات، كما طلبت جنوب إفريقيا من المحكمة أن تأمر إسرائيل بتعليق عملياتها العسكرية في غزة، ووقف أي أعمال إبادة جماعية، واتخاذ إجراءات معقولة لمنع الإبادة الجماعية، ودعت بتقديم تقارير منتظمة إلى محكمة العدل الدولية حول مثل هذه الإجراءات.
وفي المرافعة قالت عديلة حسيم من جنوب إفريقيا، أن عمال الإبادة الجماعية تتضمن قتل المدنيين الفلسطينيين وإلحاق الأذى الجسدي الخطير بهم، وفرض ظروف لا يمكن الحفاظ على الحياة فيها، والهجمات العسكرية على نظام الرعاية الصحية في غزة.
وتعرض الفلسطينيون في غزة للقتل بواسطة الأسلحة والقنابل الإسرائيلية من الجو والبر والبحر، مع تعرضهم لخطر الموت المباشر بسبب المجاعة والمرض نتيجة لتدمير المدن الفلسطينية وقلة المساعدات وصعوبة توزيعها.
وتؤكد أن هذه الظروف تجعل الحياة مستحيلة، وتطالب بتدخل المحكمة للتخفيف من معاناة الفلسطينيين في غزة، مشيرة إلى أن بعض أفعال إسرائيل يمكن اعتبارها ضمن أحكام الاتفاقية بشأن الإبادة الجماعية، وتشير إلى أن إسرائيل فرضت عمدًا على غزة تدابير تهدف إلى التدمير الجسدي للشعب.
فيما وصف رئيس إسرائيل، إسحاق هرتسوغ، اتهام محكمة العدل الدولية بأنه "بشع ومنافي للمنطق"، وزعت إسرائيل جهودها الجادة لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين في غزة.
وأضاف هرتسوغ بأنهم سيحضرون إلى محكمة العدل الدولية وسيقدمون قضيتهم بفخر، مستندين إلى حقهم في الدفاع عن النفس بموجب القانون الدولي الإنساني.