التهديدات الايرانية لإسرائيل جدية أم مجرد حرب نفسية؟
سيل من الأخبار والتقارير يتم ضخها يوميا عن "هجوم إيراني محتمل" ردًا على قصف مجمع سفارتها في دمشق، وقتل عدد من قياداتها البارزة مطلع أبريل الحالي، والقصف الإيراني على إسرائيل.
توقعت بعض المصادر أن تطلق طهران عشرات المسيرات والصواريخ باتجاه أهداف إسرائيلية، وهو ما حدث رغم أن تلك الضربات لم تسجل إصابة واحدة لا ضد إسرائيل ولا ضد أمريكا؟
لا مصلحة من التصعيد
في الأول والأخير: توجد حقيقة باينة أمامنا وهي أن أيا من الجهات المعنية في الصراع ليست لديها مصلحة في إثارة التصعيد... رغم أن علينا توقع الأخطاء في الحسابات والضوابط التي تحكم قواعد اللعبة بين الولايات المتحدة واسرائيل من جهة وإيران من جهة أخرى.
ثانيا: كان من الصعب والمحرج للغاية على إيران عدم الرد... رغم أنها لا تريد الدخول في مواجهة عسكرية مباشرة وواسعة النطاق ضد إسرائيل، وبالتأكيد ضد الولايات المتحدة...لكنها فعلت شيئا ما لحفظ ماء وجهها أمام أنصارها في الداخل ووكلائها في الخارج.
ثالثا: إسرائيل وضعت نفسها في حالة "تأهب قصوى" بسبب تهديدات وتقييمات استخباراتية بشأن هجمات إيرانية جديدة، على الرغم أنه حتى الآن لا توجد موافقة من كبار المسؤولين في طهران لتنفيذ الهجوم.
تدارك الأمر
ومن ناحية أخرى تعمل القنوات الدبلوماسية بشكل حثيث لتدارك الأمر، ناهيك عن تحذيرات مباشرة من الولايات المتحدة.
الجيش الإسرائيلي لم يصدر تعليمات جديدة للمدنيين حتى الآن، لكن قواته في حالة تأهب قصوى ومستعدة لمجموعة من السيناريوهات.
رابعا: في حالة حدوث أي ضربة جديدة فإن طهران قد تضرب أهدافا محددة داخل إسرائيل، ولكنها لن تستهدف القوات الأميركية الموجودة في الشرق الأوسط.
خامسا: القادة الإيرانيون يريدون الوصول لمعادلة محددة لإقناع الجميع بأن طهران ليست عاجزة عن الرد، ولكنه لن يكون كبيرًا إلى الحد الذي قد يدفع بالمنطقة إلى حرب شاملة أو مواجهة مباشرة مع إسرائيل أو الولايات المتحدة.
وقد تأكد هذا على لسان مسؤولين إيرانيين على أن طهران "تدافع عن نفسها فقط" بهدف حشد الدعم الدولي.
سادسًا: إن كان هناك من هو في ورطة، فهو الجانب الايراني، إذ أن الكرة في مرماه، خصوصا أن "الهجوم الإسرائيلي" الغير معلن رسميا على مبنى القنصلية الايرانية في دمشق يعني أنه سيتم تحميل إيران المسؤولية عن أعمال حماس وغيرها من الحلفاء مثل حزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن.
ومذاك الحين، تبقى نيات طهران مجرد تخمينات، حتى مع الإجماع في الغرب على وجود احتمال كبير بشن إيران ضربة موجهة إلى إسرائيل.
سابعا: ضربات إيران تبعث في الوقت نفسه رسائل إقليمية ودولية مفادها أنها قادرة على مهاجمة إسرائيل، وأنها لا تريد حربا مباشرة مع إسرائيل، على الأقل في هذه المرحلة، وليس بوسعها التصعيد.