بعد استهداف أصفهان.. ما رسالة إسرائيل لإيران؟
قال أشخاص مطلعون إن إسرائيل ردت خلال الليل على الهجوم الإيراني الضخم بطائرات دون طيار وصواريخ على أراضيها، فيما يبدو أنها ضربة محدودة تهدف إلى تجنب دورة تصعيدية قد تدفع الدول نحو الحرب.
وأوضح أحد الأشخاص إن الغارة استهدفت المنطقة المحيطة بأصفهان بوسط إيران. وأفادت وسائل الإعلام الإيرانية ووسائل التواصل الاجتماعي بوقوع انفجارات بالقرب من المدينة، حيث تمتلك إيران منشآت نووية ومصنعًا للطائرات دون طيار، وتفعيل أنظمة الدفاع الجوي في المحافظات في جميع أنحاء البلاد بعد اكتشاف أجسام طائرة مشبوهة، حسب "وول ستريت جورنال".
لا يزال هناك الكثير من الأمور غير الواضحة بشأن مدى أو تأثير الإجراء الإسرائيلي. وقالت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إيرنا) صباح الجمعة، إن مراسليها لم يروا أي أضرار أو انفجارات واسعة النطاق في أي مكان في البلاد، ولم يتم الإبلاغ عن أي حوادث في المنشآت النووية الإيرانية. وتم رفع القيود التي فرضتها إيران على الطيران خلال الليل في الصباح.
وقال راز زيمت، الباحث البارز في المعهد الإسرائيلي لدراسات الأمن القومي: "من الواضح تمامًا أن هذا لم يكن شيئًا يهدف إلى إحداث مزيد من التصعيد.. لا يوجد هجوم واسع النطاق. وهذا محدد للغاية."
وأوضح رونين سولومون، محلل المخابرات المستقل في إسرائيل، إن الهجوم يبدو مشابها لضربات سابقة بطائرات دون طيار نسبت إلى وكالة المخابرات الإسرائيلية الموساد.
وأضاف أن الهجوم أعطى إشارة لإيران بأن الموساد الإسرائيلي يمكنه ضرب موقع نووي أو عسكري سرا دون استخدام الجيش الإسرائيلي أو طائراته بشكل علني. وأضاف أنه من المرجح أن إسرائيل أرادت تجنب الهجوم على المواقع النووية، أو هجوم أوسع نطاقا، لأن المسؤولين الإسرائيليين كانوا قلقين من أن إيران قد تستخدم الضربات كذريعة للمضي قدما في برنامجها النووي.
وقال سولومون: “إنه أكثر رمزية”، مما يسمح لإسرائيل بإرسال رسالة إلى إيران وأن تعلن طهران بدورها أن الهجوم الإسرائيلي لم يسبب سوى أضرار قليلة.
أصفهان هي موطن لقاعدة عسكرية إيرانية تضم أنظمة روسية الصنع مضادة للطائرات من طراز S-300، وفقًا لباحثين مفتوحي المصدر يتتبعون صور الأقمار الصناعية. ويعتبر نظام الدفاع الجوي من أكثر الأنظمة تطورا في العالم.
قال مارك دوبويتز، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، وهي مؤسسة بحثية مقرها واشنطن، إن الهجوم الإسرائيلي كان على الأرجح المرة الأولى التي تضرب فيها هدفا عسكريا في إيران يحميه نظام إس-300، كما أنها اقتربت أيضا من منشآت نووية.
وتابع دوبويتز: "إنها تبعث برسالة مفادها أننا نستطيع اختراق دفاعاتك الجوية وضرب جواهر التاج".
وتعرضت إسرائيل لضغوط من الولايات المتحدة وأوروبا لتخفيف ردها وواجهت التحدي المتمثل في توجيه ضربة من شأنها معاقبة إيران على الهجوم دون إثارة رد فعل.