بعد اغتيال هنية.. ما حجم ونوع الرد الايراني على إسرائيل؟

قصف إيراني على إسرائيل
قصف إيراني على إسرائيل

من المتوقع أن يأتي الرد الإيراني على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في الأيام المقبلة، وقد يكون الهجوم الإيراني مشابها لهجوم 13 أبريل على إسرائيل، لكنه قد يكون أكبر وأوسع.

هذا التوقع مبني على التصريحات الايرانية وأذرعها، حيث قال زعيم "حزب الله" حسن نصر الله، الخميس، "إن المعركة مع إسرائيل دخلت مرحلة جديدة على كل الجبهات، وإن إسرائيل لا تعلم إلى أي مدى تجاوزت الخطوط الحمراء".

تهديدات رئيس البرلمان الإيراني

من جانبه، قال رئيس برلمان إيران محمد باقر قاليباف، الخميس، إن "إسرائيل ستدفع ثمنا غاليا لتعديها على الحدود الآمنة لإيران"، واصفا إياه بأنه "الثمن الذي لا يخطر على بالها ولا تستطيع تصوره".

لكن لو عدنا قليلا إلى التاريخ القريب لوجدنا أن إيران كانت لا ترد أو ترد بأقل بكثير مما تهدد.
فبعد اغتيال قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس، في يناير 2020، اقتصر الرد الإيراني على ضرب قوات أميركية في العراق، وهو ما وُصف حينها بالرد المتواضع مقارنة بمكانة الفريق قاسم سليماني.

وفي شهر نوفمبر من العام نفسه اغتيل العالم النووي محسن فخري زاده، الذي اعتبرته إسرائيل، وهيئات استخباراتية أميركية، أبا لمشروع سري للقنبلة النووية الإيرانية، إلا أن طهران اكتفت بالإعلان عن عزمها محاسبة المتورطين في عملية الاغتيال.

وفي أبريل الماضي، استهدفت إسرائيل القنصلية الإيرانية في سوريا مما أدى إلى مقتل قائدين في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، هما العميد محمد رضا زاهدي، ومساعده العميد محمد هادي حاج رحيمي، و5 مستشارين عسكريين إيرانيين هم حسين أمان اللهي، ومهدي جلالتي، وشهيد صدقات، وعلي بابائي، وعلي روزبهاني.

هجمات إيرانية

شنت إيران أول هجوم عسكري مباشر في تاريخها على إسرائيل فيما أطلقت عليه عملية "الوعد الصادق"، وأعلنت على تلفزيونها الرسمي إطلاق مسيرات وصواريخ باليستية من أراضيها باتجاه إسرائيل، إلا أن تل أبيب أعلنت التصدي لــ99 بالمئة من الصواريخ والمسيرات الإيرانية.

لذلك المتوقع في الغالب ستنتهي هذه العملية كما انتهت عمليات سابقة راح ضحيتها قادة مثل قاسم سليماني ومحسن فخري زادة وأسماء أخرى.

نتنياهو نفذ هذه العملية الأخيرة وهو يحاول أن يضع إيران في الزاوية الضيقة وأن يجرها إلى حرب فعلية لضربها في عقرها، وأخذ الغطاء الغربي أمام هذه الضربة، كما أن التصريحات والتهديدات الإيرانية تأتي من أجل شد العصب الداخلي وشد عصب مايسمى بـ(محور الممانعة)".

رد مدروس
وفي حال الرد الإيراني فإن أي ضربة ستكون مدروسة ومتفق عليها، وهذه قواعد اللعبة المتفق عليها منذ سنوات، لأن إيران غير معنية بقادة أو حشود شعبية ولا فصائل سنية أو فلسطينية أو شيعية، مسألتها القومية فوق كل اعتبار، ولذلك فإن مسألة البرنامج النووي والتفاهم مع الغرب يمر على أجساد كل الذين يقبعون في المحور الإيراني.

اغتيال إسماعيل هنية خلال أقل من 24 ساعة من اغتيال فؤاد شكر القيادي في حزب الله، يشير إلى أن إسرائيل ضمنت عدم وجود رد كبير من حزب الله وإيران أو أنها تلقت ضوءا أخضرا بالحماية من الولايات المتحدة والناتو في حالة أن ترد إيران ردا قويا بالفعل.
حتى الآن لم توضح إيران كيف تم الوصول إلى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الذي كان في ضيافة وحماية الحرس الثوري الإيراني.

خاتمة

إجمالًا من غير المتوقع أن يكون هناك رد عنيف ولا حتى بالمسيرات التي أطلقت بالسابق، والتي تم اعتبارها مسيرات إعلامية أكثر منها مسيرات تفجيرية، لذلك فإنه في حال الرد الإيراني سيكون عبر تحريك الأذرع لإطلاق بعض الصواريخ ولن يتجاوز الأمر ذلك، رغم المسؤولية المباشرة لإيران والتراخي الأمني الذي أدى لاغتيال هنية.

مع ذلك تستمر حالة التأهب في إسرائيل استعدادا للرد الإيراني المحتمل بعد اغتيال هنية في طهران، والقيادي في حزب الله فؤاد شكر الذي قُتل إثر غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية في بيروت، فضلا عن الإعلان الإسرائيلي يوم امس عن مقتل القيادي في حماس محمد الضيف.