التفكير المجرد وكيفية تحسينه بـ 6 عادات يومية

يبحث العديد من الأفراد عن التفكير المجرد، وهو من المصطلحات التي انتشرت في السنوات الأخيرة، ويقصد به القدرة على التفكير في المفاهيم والأفكار والمبادئ التي ليست ملموسة أو مرتبطة بأشياء مادية محددة، فهو يتجاوز التفكير في الأشياء الحسية مثل التفكير في كرسي أو تفاحة إلى التفكير في معاني مجردة مثل الحب، العدالة، الزمن، الحرية، أو حتى العلاقات الرياضية.

التفكير المجرد

التفكير المجرد هو عملية معرفية تتطور بمرور الوقت، تبدأ في مرحلة الطفولة وتستمر حتى مرحلة البلوغ، وهو تفكير اقترحه عالم النفس جان بياجيه المعروف بنظريته في التطور المعرفي، فالأطفال يمرون بمراحل مختلفة من النمو العقلي، وتبدأ هذه المرحلة بالمرحلة الحسية الحركية، حيث يتعلم الرضع والأطفال الصغار من خلال حواسهم ومهاراتهم الحركية ويطورون مهارات التفكير الملموسة في سنواتهم اللاحقة، ثم يطورون قدرات معرفية أكثر تقدمًا، بما في ذلك التفكير المجرد.

ووفقا لموقع WebMD، فالتفكير المجرد مهارة بالغة الأهمية تسمح بالذهاب إلى ما هو أبعد من الفهم السطحي وتفسير المعنى الأعمق للمفاهيم والأفكار والمعلومات، كما أن هذا التفكير يمكننا من رؤية الصورة الكبيرة وإقامة الروابط بين الأفكار التي تبدو غير ذات صلة، وهي أداة تفكير بالغة الأهمية لحل المشكلات والتفكير النقدي، بالإضافة إلى ذلك، فإن تعلم التفكير المجرد يمكن أن يجلب فوائد عديدة في الحياة اليومية وفي مجالات مختلفة مثل العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.

كيفية تحسين التفكير المجرد

يعد التفكير المجرد أمرًا بالغ الأهمية لحل المشكلات والإبداع والتفكير النقدي، ولحسن الحظ، هناك العديد من الطرق لتحسين هذه المهارات في الحياة اليومية كالتالي:

دمج الألغاز في الحياة

حل الألغاز يعد وسيلة رائعة لممارسة التفكير المجرد وتدريب العقل، سواء كنت تستمتع بحل الكلمات المتقاطعة أو السودوكو أو الألغاز، فإن حل هذه الأنواع من المشكلات يحسن قدرتك على التفكير المجرد من خلال مطالبتك بالتفكير النقدي والاستراتيجي لإيجاد حلول للقضايا التي ليست واضحة على الفور.

تعلم شيئا جديدا

ينخرط العقل في دورة معالجة المعلومات عند تعلم أشياء جديدة، حيث يتيح تعلم شيء جديد استكشاف وجهات نظر مختلفة وفهم كيفية عمل العالم، وستكتسب معرفة جديدة وتمارس مهارات التفكير المجرد أثناء معالجة وتخزين وتذكر ما تعلمته.

استكشف الإبداع

التعبير الإبداعي هو وسيلة ممتازة أخرى لممارسة مهارات التفكير المجرد، حيث ينشط الإبداع الجانب الأيمن من الدماغ، وهو المسؤول عن التفكير المجرد وحل المشكلات بطريقة إبداعية من خلال الرسم أو الكتابة أو التصوير الفوتوغرافي، يشجعك استكشاف العملية الإبداعية على التفكير خارج الصندوق وتطوير أفكار جديدة.

ممارسة اليقظة

اليقظة الذهنية هي ممارسة مراقبة اللحظة الحالية عمدًا دون إصدار أحكام أو تحيز، ويمكن أن تساعدك ممارسة اليقظة الذهنية على تحسين تفكيرك المجرد من خلال تعليمك كيفية مراقبة أفكارك ومشاعرك وعواطفك بموضوعية ودون إصدار أحكام، ومع تفكيرك بشكل أعمق وتحليلي حول ما يحدث في اللحظة الحالية، ستطور مهارات التفكير المجرد لديك بشكل أكبر.

الاهتمام بالقراءة

تساعد الكتب والمقالات التي تتناول مواضيع مختلفة في بناء فهمك للمفاهيم والأفكار المعقدة، كما تمكنك القراءة من تطوير قدرتك على ربط الأفكار المختلفة والتفكير النقدي في المادة، ولكن يتعين عليك استخدام خيالك لتصور ما تقرأه، وهو ما يساعد في تحسين قدراتك على التفكير الإبداعي. 

التفكير النقدي

يتضمن التفكير النقدي استخدام مهاراتك في التفكير لتقييم المعلومات بموضوعية، ومن خلال ممارسة التفكير النقدي، يمكنك تطوير قدرتك على التفكير المجرد من خلال تعلم تحليل المعلومات وتحديد الأنماط والارتباطات واستخلاص الاستنتاجات المنطقية، بالإضافة إلى ذلك، سيساعدك التفكير النقدي على أن تصبح أكثر وعيًا بتحيزاتك الخاصة حتى تتمكن من اتخاذ قرارات غير متحيزة.