الكندوري لـ "متن نيوز": الصراع السياسي بالعراق وصل لنقطة الصفر.. والثورة مستمرة بعيدًا عن الصدر
قال الكاتب والباحث الخبير في الشأن العراقي نظير الكندوري، إن مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري أثبت مرة أخرى أنه لا يستطيع إكمال مشروعه التغييري، لأنه دائما ما يترك النهايات سائبة ومفتوحة لكل الاحتمالات، فبعد ما تفاعل أتباعه من التيار الصدري والكثير من التيارات العراقية التي تريد الخلاص من التبعية الإيرانية مع طروحاته بالتغيير الجذري وطرد النفوذ الإيراني، يخرج مقتدى الصدر في بيانه الصحفي اليوم ليخيب أمالهم ويعلن تخليه عن ثورته التي أسماها بـ (ثورة عاشوراء) بعد أن بدأت الأمور تصل إلى مرحلة الحسم في المعركة التي شنها على الأطراف الموالية لإيران، وبات النصر وشيكا لصالح التيار بطرد اتباع إيران في العراق.
وأضاف "الكندوري"، في تصريحات خاصة لـ "متن نيوز"، أن مقتدى الصدر، تكلم بمنتهى العصبية عن أحداث أمس واليوم ووصف بأن القتلى الذين سقطوا أمس واليوم هم في النار مع قاتليهم، وهو بذلك يستهين بتضحيات أتباعه وتضحيات مناصرهم من الوطنيين العراقيين، ويكون بذلك كمن يرمي طوق النجاة إلى الأطراف الموالية لإيران ليديم بقائهم بالعملية السياسية وابقاء العراق مجددا مرتهنا إلى الجارة إيران.
وأوضح الباحث في الشأن العراقي، أنه المتوقع في الأيام المقبلة، أن يعود الصراع السياسي إلى نقطة الصفر، وأفاق الحل ستكون كما تريد إيران، بالمقابل فإن قرارات الصدر بإنهاء الثورة الحالية سوف تؤثر بشكل بالغ على شعبيته وعلى ثقة الجماهير في قيادته أو في جديته في إزاحة النفوذ الإيراني من العراق.
وشدد "الكندوري"، على أن التحولات غير المتوقعة لمواقف مقتدى الصدر، أمر طبيعي عندما تكون قيادة الثورة بيد رجل دين يقدم الولاء للمرجعية على الولاء للوطن، فقد قال الصدر في تصريحه اليوم أن المرجعية قالت لا تدخل في السياسية وبالتالي فأننا لا نريد التدخل بالسياسية ونعتقد أن كان يقصد بالمرجعية هي مرجعية كاظم الحائري الذي أوعز لاتباعه باتخاذ علي الخامنئي كمرجع لهم. أننا نعتقد أن هذه التجربة سيتعلم منها الشعب العراقي أن لا يرهن ثورته وتطلعاته بغدٍ جديد لبلده بيد رجال الدين الذين يقدسون المرجعيات على حساب الوطن.
ونوه "الكندوري"، أن ردود أفعال العراقيون مستهجنة لما جاء به خطاب الصدر، والكثير من الثوار التشرينيون عقدوا العزم على مواصلة ثورتهم بمعزل عن مقتدى الصدر وتياره الصدري، هذا ما امتلأت به صفحات التواصل الاجتماعي حينما عبروا عن خيبة أملهم بمقتدى وتياره ومواصلتهم لثورتهم لتحرير العراق من النفوذ الإيراني ومواليه في العراق.