باحث سوري في حواره لـ "متن نيوز": دمشق باتت مرتع لضربات إسرائيل وتركيا
أكد الباحث السياسي السوري، ثائر الناشف، إن سوريا باتت مرتعًا لضربات الطيران التركي والإسرائيلي على عدة مناطق في البلاد، فضلًا عن مساحة الفوضى الشاسعة التي تعاني منها سوريا منذ الحرب الأهلية في الداخل السوري، وانقسام الجيش إلى قوات تابعة للنظام ومنشقين انضموا للجماعات الإرهابية التي تستهدف إسقاط النظام السوري بقيادة بشار الأسد.
وأضاف الناشف، في حوار لـ "متن نيوز" إن سوريا أصبحت ساحة صراع كبيرة لقوى دولية، حيث باتت مرتعًا لضربات القوات الإسرائيلية ضد مناطق تمركز عناصر الحرس الثوري الإيراني في مناطق دير الزور وريف حلب وغيرها، بالإضافة إلى الضربات التي تنفذها القوات التركية ضد عناصر قوات الشعب الكردية، التابعة لحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه تركيا ضمن المنظمات الإرهابية.
وإلى نص الحوار...
بداية صف لنا الأوضاع في الداخل السوري تلك الأثناء؟
الوضع الأن بائس جدًا، وأبرز دلالات ذلك ما نسمعه يوميًا من ضربات يقوم بها جيش الاحتلال الإسرائيلي على سوريا وكان أخرها قصف مطار دمشق، بعد أن أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أن مناطق بجوار المطار ضمن عناصر تابعة للحرس الثوري الإيراني، فضلًا عن استمرار تلك الضربات على عدد من المناطق السورية الأخرى بدواعي وجود عناصر إيرانية من جهة، فضلًا عن ضربات أخرى لا تعلن عنها إسرائيل ولا حتى سوريا.
وطبعًا هذا ليس كل شئ، بل إن هناك ضربات توجهها تركيا من جانب أخر إلى مواقع تابعة لوحدات الشعب الكردية، التابعة لحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه تركيا ضمن التنظيمات الإرهابية سواء كانت الوحدات العسكرية أو حتى الذراع السياسي لها وهو حزب العمال الكردستاني، والذي تصفه تركيا بأنه الحزب الذي يقف وراء محاولة الانقلاب الفاشل الذي وقع في عام 2016.
وبالإضافة إلى كل ذلك نجد الحرب الأهلية الدائرة في الداخل بين الجيش السوري وقوى المعارضة من التنظيمات الإرهابية المسلحة التي ترغب في إسقاط النظام السوري بقيادة بشار الأسد بشتى الطرق حتى لو وصلت للاقتتال والحرب الأهلية.
هل تستهدف إسرائيل إخراج إيران من سوريا؟
أنا لا أعتقد ذلك، لأن إسرائيل دائمًا ما تحتاج قوة تواجهها من وقت لآخر لتهدئة الأوضاع الداخلية لديها، وفي هذا الإطار فإن الضربات الإسرائيلية إلى الوحدات والعناصر الإيرانية في سوريا تستهدف وضع خطوط حمراء لتلك التمركزات الإيرانية بحيث لا تتجاوز تلك الخطوط، وهي رسالة أيضًا لتلك التمركزات بأن تلزم مواقعها، لأن إسرائيل على بينة بكل كبيرة وصغيرة في الداخل السوري، وأن المعلومات الاستخباراتية الإسرائيلية تحمل من الدقة ما يجعلها تستهدف عمق التمركزات الإيرانية في المنطقة السورية.
هل يجرؤ الرئيس السوري على إخراج العناصر الإيرانية من سوريا؟
بالقطع لا.. فوجود إيران في سوريا دعم النظام السوري كثيرًا وحافظ عليه من السقوط منذ الربيع العربي، علاوة على الدعم الإيراني الكبير للنظام السوري، ما يعني أن النظام السوري يعمل على إضفاء المشروعية على التواجد الإيراني في المناطق السورية التي ينشط فيها.
وإزاء ذلك عملت إسرائيل على تحذير القيادات السورية من إيواء العناصر الإيرانية التي وصفتها إسرائيل بالإرهابية من خلال منشورات وزعتها الطائرات والمروحيات الإسرائيلية على مناطق نفوذ الجيش السوري.