القمة العربية وسوريا إلى أين؟ (تقرير صوتي)
بعد قرار عودة سوريا إلى حضن الجامعة العربية واستئناف نشاط وفدها الدبلوماسي ومندوبيتها في الجامعة العربية، شارك الرئيس السوري بشار الأسد في القمة العربية التي عقدت بمدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، بحضور زعماء ورؤساء الدول العربية كبادرة أمل لبدء صفحة جديدة من العلاقات العربية – العربية وبعد 12 عامًا من القطيعة العربية السورية.
إثنى عشر عامًا قضاها العرب في عزلة عن سوريا.. وقضتها سوريا في عزلة عن العرب، وقضاها بشار الأسد في حرب ضروس ضد الجماعات الإرهابية والمعارضة والقوات الأجنبية التي اجتاحت بلاده في أعقاب ثورات الربيع العربي التي نشبت عام 2011، وأسفرت عن تغيير المشهد السياسي في كثير من الدول العربي،، لكنها فشلت في تغييره في سوريا واقتصر تغييرها على المشهد الديمغرافي فتحول أغلب شعب سوريا إلى نازحين ولاجئين.. وفاقدين ومفقودين.
الكل بلا استنثاء.. زعماء وشعوب يترقبون ما ستسفر عنه تلك القمة التي تسعى لحل أزمات المنطقة بشكل داخلي وبدون أي إملاءات إقليمية أو دولية.. فلا جدال من أن عودة سوريا للحضن العربي أثار ردود فعل دولية كثيرة خاصة مع فرض واشنطن لقانون قيصر الذي يفرض عقوبات على أي دولة تتعامل مع سوريا مستقبلًا.
على ما يبدو أن هناك اتجاه إلى تجاوز الرغبة الأمريكية في فرض السيطرة على العرب.. وقد نجح الزعماء العرب في ذلك.. ولكن ما ينتظره الكثير.. عودة شعوب العرب إلى جغرافيتهم وعلى رأسهم الشعب السوري الجريح.