بانفجار قرب مرقده.. كيف عاقبت إسرائيل إيران في "سليماني" مرتين؟
لا تزال المناوشات جارية بين كلًا من إيران وواشنطن وتل أبيب، خاصة مع استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والدعم الأمريكي والغربي الكبيرين لتل أبيب في قصف المدنيين من أهالي غزة، وهو ما ضاعف من حدة الصراع والذي كان أخره اغتيال إسرائيل لنائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس في الضاحية الجنوبية لبيروت، قبيل ساعات من لقاءه حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني.
مناوشات مستمرة
تلك المناوشات لم تتوقف عند حدود الحرب في غزة أو على الحدود المجاورة للأراضي الفلسطينية المحتلة، بل تعدتها إلى مناطق صراع أخرى بين الأطراف، خاصة بعدما أعلنت إيران عن إدخال مدمرة تابعة للأسطول العسكري الإيراني وتسمى "ألبرز" إلى مياة البحر الأحمر، وهو الإجراء الذي اعتبرته إسرائيل وأمريكا تهديدًا للملاحة في تلك المنطقة، في ظل استمرار الحوثيين – أحد أذرع إيران – في تهديد الملاحة وحركة السفن الإسرائيلية في تلك المنطقة ردًا على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وعقب اغتيال صالح العاروري، أصدرت إيران بيانات إدانة للعملية الإسرائيلية، بعد أن سبق وأعلنت أن عملية طوفان الأقصى التي قامت بها الفصائل الفلسطينية، كانت إحدى ردود إيران على عملية اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، والذي اغتالته الولايات المتحدة الأمريكية في شهر يناير من عام 2020.
تراجع إيراني
وردًا على التصريحات الإيرانية، والتي نفتها إيران نفسها فيما بعد وحذفت الوكالات الإيرانية التصريح نفسه، فوجئت إيران، اليوم الأربعاء، بحادث إرهابي استهدف منطقة قريبة من مرقد قاسم سليماني في محافظة كرمان الإيرانية، حيث أكدت مصادر أمنية إيرانية، طبقًا لوكالات الأنباء الإيرانية، أن الحادث الإرهابي وقع بالقرب من منطقة "روضة الشهداء" والمدفون فيها جثمان قاسم سليماني.
المعلومات الأولية التي كشفت عنها الأجهزة الأمنية الإيرانية، أكدت أن الحادث "إرهابي" وقع باستخدام تفجير حقيبتين باستخدام جهاز تحكم عن بعد، حيث وقع الانفجار الأول في نفق يبعد 700 متر عن مرقد قاسم سليماني، فيما وقع الانفجار الأخر على بعد كم واحد من المرقد وبالتحديد بجوار مسجد "صاحب الزمان"، وذلك خلال تجمع عدد كبير من الإيرانيين لإحياء ذكرى وفاة قاسم سليماني، التي تحل ذكراها الرابعة اليوم الأربعاء.
وكشفت مصادر لـ "متن نيوز" أن هجوم سيبراني استهدف محطات الوقود في إيران وأوقفها عن العمل قبيل حدوث الانفجار، الذي تسبب في وقوع مئات القتلى والمصابين، طبقًا لوسائل إعلام إيرانية، وهو ما يشير إلى عودة الهجمات السيبرانية التي تبنتها إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية في أوقات سابقة.
تصعيد مرتقب
من جانبه أكد الدكتور محمد خيري، الباحث في الفلسفة السياسية والمتخصص في الشئون الإيرانية، أن إيران تعي جيدًا أن الهجوم مدبر من الخارج، ردًا على تحركاتها في الإقليم، ودعمها لأهالي قطاع غزة من جانب، وكذلك دعمها للحوثيين في شمال اليمن لتهديد حركة السفن التابعة لشركات إسرائيلية تمر عبر البحر الأحمر، علاوة على تصريحات إيران الأخيرة التي أدانت فيها اغتيال إسرائيل لصالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس.
وأضاف خيري، في تصريحات خاصة لـ "متن نيوز" أن إيران تعي جيدًا أن الهجوم مدبر من الجانب الإسرائيلي، خاصة بعدما أكد محمد مخبر، نائب الرئيس الإيراني، على أن الحادث الإرهابي الذي وقع اليوم تم على أيدي من أسماهم "عملاء الكيان الصهيوني وداعميه"، وهو أول رد رسمي من الرئاسة الإيرانية على الحادث.
وأشار خيري إلى أن وزير الداخلية الإيراني أحمد وحيدي أيضًا عبر عن طبيعة رد إيران داخليًا وخارجيًا، معتبرأن بلاده سترد "أمنيًا وعسكريًا" على حد تعبيره، من خلال تكثيف محاولات قوات الأمن الإيراني والباسيج للبحث عن عملاء إسرائيل داخل إيران من ناحية، ومن الناحية العسكرية فهو يقصد تصعيد إيراني مرتقب خارج حدود إيران تجاه مصالح إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية.