أهداف خامنئي من إطلاق صواريخ على باكستان وسوريا والعراق
في الوقت الذي تصاعدت فيه الحرب في غزة وتسببت في استشهاد أكثر من 24000 فلسطيني بريء وتدمير غزة، أعلن النظام الإيراني عن استهدافه للعراق وسوريا وباكستان بواسطة الصواريخ الباليستية.
أعلنت قوات حرس النظام الإيراني في سلسلة من البيانات أنها استهدفت العراق وسوريا وبعد ذلك باكستان!! بصواريخ ” الباليستية الدقيقة خيبرشكن”.
في هذا الهجوم الصاروخي، استهدف الملالي منزلا في العراق، وقتلوا رجل أعمال كردي وزوجته ورضيعهما البالغ من العمر أحد عشر شهرا، واصيب عدد من الأشخاص الآخرين.
وأما في سوريا، فادعى حرس النظام الإيراني استهدافه مراكز تابعة لتنظيم داعش، ولكن تم الاكتشاف أنهم دمروا عيادة مهجورة في شمال غرب إدلب ولم يتم العثور على أي أدلة على وقوع ضربات صاروخية من سوريا.
وفي يوم الثلاثاء، أعلن الملالي أنهم استهدفوا مقر جيش العدل، ثم تم الكشف أن صواريخ النظام الباليستية استهدفت قرية حدودية، مما أسفر عن مقتل فتاتين صغيرتين وإصابة عدة فتيات أخريات. السؤال المطروح الآن هو ما هدف النظام من مثل هذه الأعمال العدوانية؟
وتبدو هذه التدابير غير عقلانية وغير معقولة التي يتخذها النظام على غرار الغريق يتشبث بكل حشيش وتعكس عجز نظام الملالي عن مواجهة الأزمات المحلية والدولية المستعصية المتزايدة كما تعكس الخوف من الإطاحة به على يد الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية.
يدرك خامنئي جيدا الوضع المتفجر في المجتمع الإيراني ويخشى بشدة من انتفاضة الشعب الإيراني لإسقاط النظام، لذلك يحتاج إلى إطلاق الصواريخ كوسيلة لاستعراض القوة.
كانت حكومة إبراهيم رئيسي أمل خامنئي في الحفاظ على النظام، ولكن، وفقا لاعتراف خبراء النظام، ان رئيسي فشل في كل المجالات، مما يعد علامة أخرى على عجز خامنئي وفشله في التعامل مع التحديات المتزايدة والمقاطعة المطلقة للانتخابات البرلمانية للنظام التي من المزمع إجراؤها في مارس في إيران.
لذلك، يحاول خامنئي استعراض للقوة للحفاظ على توازنه الداخلي، ورفع معنويات قواته المحبطة في الحرس والباسيج، وكذلك وكلائه في المنطقة، ويسعى النظام أيضا لاحتواء الانقسامات التي تعتريه على رأس النظام، ولذلك، قرر إطلاق الصواريخ على أماكن لا تكلفه ثمنا باهظا.
الهدف الآخر للنظام من إطلاق الصواريخ على العراق وسوريا وباكستان هو الحفاظ على السمعة المفقودة وتعزيز صورته الدولية. يحاول النظام إظهار نفسه كداعم لفلسطين من خلال تصريحاته اليومية، ولكنه في الوقت نفسه يحاول منع انتشار الصراع إلى أراضيه، يستخدم النظام هذه الاستراتيجية للحفاظ على النفوذ الاقليمي وتحقيق أهدافه السياسية.
وفي 15 كانون الثاني/يناير، نقلت صحيفة “أرمان ملي” تصريحا لخبير في النظام قوله: “إذا ارتفع مستوى التوترات، فقد يكون ذلك أيضا على حسابنا. يجب على إيران السيطرة الكاملة على هذه التوترات وعدم السماح للقضية بأن تكون واسعة النطاق بحيث لا تجر إيران إلى هذه القضية. لأن جميع الدول الغربية تتهمنا الآن باستفزاز الحوثيين لمهاجمة السفن. وهذه نقطة انطلاق خطيرة”.
لهذا السبب، وللحفاظ على السمعة المفقودة، رأى خامنئي حلا في إظهار دفاعه عن فلسطين من خلال إطلاق النار على العراق وسوريا وباكستان. وهذا يعني، بطبيعة الحال، أن أطفال ونساء وشعب فلسطين يجب أن يدفعوا ثمن الحفاظ على نظام الملالي.
الحقيقة هي أن خامنئي من ناحية عالق في مستنقع الترويج للحرب إذا قام بتوسيع نطاق التصعيد، فقد يتعرض للتأثر بها، وإذا تراجع، فقد يفقد الهيمنة ويواجه السقوط. إطلاق الصواريخ لن ينقذ النظام أبدا. بل سيعمق أزمات النظام المستعصية. إن انتفاضة الشعب الإيراني المحتملة قادرة على إلى الإطاحة بنظام الملالي على الرغم من كل محاولات خامنئي للبقاء في السلطة.