الجيش الألماني يرسل الوثائق عبر الفاكس ويستخدم أجهزة راديو من الثمانينات.. ما القصة؟
المشاكل الرقمية التي تواجه الجيش الألماني، والتي تم تفصيلها في تقرير مكون من 175 صفحة، صارخة بشكل خاص: الثكنات ومرافق التدريب لا تحتوي على شبكة واي فاي، وتلك القليلة التي تحتوي عليها، يضطر الجنود إلى دفع ثمن استخدامها، حسب "فاينشال تايمز".
في إحدى تدريبات حلف شمال الأطلسي العام الماضي، استخدمت القوات أجهزة راديو غير مشفرة تعود إلى الثمانينيات ولم تتمكن من التواصل مع الحلفاء.
لا تزال السجلات الطبية محفوظة بالكامل على الورق، مما يثير تساؤلات حول مدى السرعة التي يتوقع بها الأطباء الذين يعالجون الجنود المصابين بجروح خطيرة في ساحة المعركة الحصول عليها في حرب حقيقية.
حذرت إيفا هوجل، المفوضة المسؤولة عن الإشراف على الجيش الألماني، يوم الثلاثاء، من أن الأنظمة الرقمية والاتصالات للقوات المسلحة الألمانية في حالة يرثى لها. وتأتي تعليقاتها بعد أسبوع من فضيحة التنصت الروسية التي أحرجت القادة العسكريين وأغرقت حكومة أولاف شولتس في اضطرابات سياسية جديدة.
قالت هوجل، المسؤولة المستقلة المعينة من قبل البرلمان الألماني، عند تقديم تقريرها السنوي: "هذا يجب أن يتغير بشكل عاجل. لماذا نحن هنا؟ لأنه لم يتم إجراء استثمارات كافية في الماضي. ونحن ندرك الآن خطورة ذلك”.
قالت هوجل: "إن الجيش الألماني يتعرض لضغوط هائلة"، مشيرة إلى قائمة من المشاكل الناجمة عن سنوات من نقص الاستثمار، من الثكنات "المتهالكة" إلى النقص الكارثي المحتمل في عدد الأفراد.
حققت ألمانيا هذا العام هدفها في حلف شمال الأطلسي المتمثل في إنفاق 2 في المائة على الدفاع للمرة الأولى منذ نهاية الحرب الباردة، وذلك بفضل صندوق خاص ضخم بقيمة 100 مليار يورو أنشأته حكومة شولتز لضخ الأموال المطلوبة بشكل عاجل إلى الإصلاح العسكري.
بدأت ثمار الإنفاق الإضافي تظهر الآن، على الرغم من تخصيص الكثير لمشاريع المشتريات طويلة الأجل.
مع استنفاد الصندوق بالفعل بحلول عام 2027، يتساءل الخبراء العسكريون بشكل متزايد عما سيأتي بعد ذلك - ويشيرون إلى العجز الهائل في القدرات الذي لا يزال قائما في القوات المسلحة الألمانية.