الأربعاء 18 سبتمبر 2024
booked.net

ماذا يعني احتفاء شعب الجنوب وابنائه ابطال القوات المسلحة الجنوبية بعيد الجيش الجنوبي؟

تعبيرية
تعبيرية

الذكرى الـ 53 لتأسيس الجيش الجنوبي باليمن.. في عام  1970م تم افتتاح أول كلية ومؤسسة علمية عسكرية جنوبية حديثة لإعداد وتأهيل الضباط في التخصصات العسكرية المختلفة وفق أرقى المعايير وأحدث النظم والمبادى والمناهج التربوية في العلوم العسكرية النظرية والتطبيقية المعمول بها في الجيوش الوطنية الحديثة.



افتتاح أول كلية عسكرية في الجنوب، مثل بكل المقاييس حدثًا تاريخيًا واستثنائيًا في التاريخ العسكري الجنوبي وفي تاريخ الدولة الجنوبية الوليدة بعد الاستقلال الوطني من الاستعمار البريطاني.. 

 

في البوابة الرئيسية للكلية وساحاتها العامة زينت بشعار "وطنًا لانحمية لانستحقة" كلمات قليلة، بسيطة، يسيرة الفهم، قد يجد فيها الزائر للوهلة الأولى مجرد شعار يعبر عن برامج وأهداف إنشاء هذه المؤسسة التربوية العلمية العسكرية.. لكنها تختزل في مضامينها الكبيرة الكثير من الدلالات والأبعاد والأهداف التربوية، العسكرية والوطنية، وتحدد ليس فقط واجبات الجندي في الدفاع عن وطنه  الجنوب ولكن أيضًا طبيعة الترابط العضوي، والعلاقة الازلية والمصيرية بين الوطن وابنائه بشكل عام.


شعار "وطن لانحمية لانستحقه" يمثل كذلك استجابة لطبيعة المرحلة التاريخية بكل تحدياتها ومخاطرها وما قدمته من ضرورات وطنية وتاريخية لإنشاء أول صرح علمي عسكري في تاريخ الجنوب الذي شكل محطة تحول نوعية، ومهماز انطلاقة لإعادة بناء وهيكلة الجيش القديم وبناء الجيش الوطني الجنوبي الحديث وقتذاك،في خضم تحولات متسارعة شهدها وطننا الجنوب بعيد الاستقلال.. تكالبت فيها القوى المعادية  واطلقت العنان لحروب مفتوحة خشنة وناعمة بهدف القضاء عن دولة الجنوب عقب الاستقلال الأول، كما تسعى اليوم في استهدافها لمجلسنا الانتقالي وقواتنا المسلحة الجنوبية المعاصرة.



في ظل أوضاع لا تقل خطرًا عن ما نتعرض له اليوم من القوى اليمنية نفسها، حتم على شعبنا بعد الاستقلال من الاستعمار البريطاني مجابهة تحديات مصيرية وعلى مختلف الجبهات والصعد "السياسية، الاقتصادية، المؤسسة، الامنية والعسكرية" وفي ظل أوضاع غاية في التعقيد وشحة في الإمكانيات وانعدام الموارد وتركة استعمارية مثقلة وفي ظل تنامي متطلبات بناء مؤسسات الدولة الجنوبية الوليدة والدفاع عن وجودها وحماية سيادتها واستقلالية قرارها وخيارات شعب الجنوب السياسية.



اليوم وفي ظروف وطنية واقليمية ودولية وتحديات مماثلة  نحتفي بذكرى 53  لتأسيس جيشنا الجنوبي، وقد اضحى الأول من سبتمبر من كل عام مناسبة وتقليد وطني يحتفى به ويعاد احيائه في كل عام.. الأول من سبتمبر خلد في صفحات التاريخ وفي الموروث الثقافي والسياسي والذاكرة الجمعية لشعب الجنوب كمناسبة وطنية تخلد بطولات وتضحيات ومآثر القوات المسلحة الجنوبية في صون الاستقلال والسيادة الوطنية الجنوبية.



إن احتفاء شعب الجنوب وابنائه ابطال القوات المسلحة الجنوبية بعيد الجيش، يمثل تكريمًا وتبجيلًا وتخليدا سنويًا لابطال هذه المؤسسة الذين قدموا حياتهم في سبيل الدفاع عن الثورة الجنوبية والانتصار لوطننا الجنوب، وفي سبيل أن تنعم الأجيال بثمرات تضحياتهم وبطولاتهم.. كما أن الاحتفاء بعيد الجيش الجنوبي، يعبر عن اعتزاز هذا الشعب وتضحياته وإسهامه وعطائه بسخاء لبناء جيش جنوبي وطني قوي.. احتفاء شعبنا الجنوبي بعيد الجيش هو أيضًا تخليدا لواحدة من أعظم الملاحم والإنجازات الوطنية الجنوبية العظيمة التي صنعها شعبنا في مجال البناء العسكري وفي سياق كفاحه الطويل والمظني من أجل تقرير مصيره وبناء دولته الجنوبية ومؤسساتها الحديثة المجسدة لإراداته وخياراته السياسية المستقلة.


انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1