استفتاء حاسم في مولدوفا حول الانضمام للاتحاد الأوروبي وسط انقسام شعبي
تستعد مولدوفا لخوض انتخابات حاسمة بعد غد الأحد، حيث سيتوجه الناخبون للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية، بالتزامن مع استفتاء شعبي يحدد مصير عضوية البلاد في الاتحاد الأوروبي.
تأتي هذه اللحظة المفصلية وسط انقسام واضح في آراء المواطنين بشأن الانضمام إلى الاتحاد، الذي يعتبره البعض خطوة نحو مستقبل أفضل، بينما يفضل آخرون الحفاظ على العلاقات الوثيقة مع روسيا.
حسب تقرير أوردته شبكة "يورونيوز"، فإن أغلبية المولدوفيين يطمحون لتحسين مستويات معيشتهم، لا سيما في ظل الرواتب المنخفضة، إذ يبلغ الحد الأدنى للأجور 5000 ليو (261 يورو)، وهو من أدنى المعدلات في أوروبا.
وقد شهدت البلاد موجة هجرة واسعة خلال السنوات الأربع الماضية، حيث غادر أكثر من 200 ألف شخص، ما يشكل رقمًا قياسيًا.
ويشير تحليل صادر عن مركز الأبحاث المستقل "إيديس فيتورول" إلى أن نسبة كبيرة من المهاجرين تتراوح أعمارهم بين 30 و44 عامًا، ومن المتوقع أن يتجاوز عدد المولدوفيين المولودين في الخارج عدد المواطنين داخل البلاد بحلول عام 2030.
رغم هذا الواقع، أظهرت استطلاعات الرأي أن 60% من المولدوفيين يدعمون الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، على أمل تحقيق رواتب أعلى ونوعية حياة أفضل.
ومع ذلك، تتزايد المخاوف بشأن التدخلات الخارجية لزعزعة الاستقرار الداخلي، وهو ما أشار إليه رئيس الوزراء دورين ريسيان خلال خطاب له، داعيًا المواطنين إلى اليقظة واتخاذ قرار مصيري يوم الأحد.
وأكد ريسيان على أهمية الاختيار الذي سيحدد مستقبل البلاد: "الأمر متروك لكم، هل نعود إلى الماضي وحدنا، أم نمضي قدمًا نحو المستقبل والانضمام إلى أسرة الدول المتحضرة؟"
ويُشترط أن تصل نسبة المشاركة إلى 33% من الناخبين لضمان صحة نتائج الاستفتاء، ما يجعل هذا الاستحقاق حاسمًا في رسم ملامح مستقبل مولدوفا سواء في الداخل أو على الصعيد الدولي.