لماذا تتزايد المخاوف على مدى فترة طويلة من مرض "كوفيد"؟
تتزايد المخاوف على مدى فترة طويلة من مرض "كوفيد"، حيث وجد الخبراء صلة بين مرض غامض مزمن وفيروس كورونا القاتل.
ويبحث الخبراء حاليا في الصلة بين المعاناة من مرض "كوفيد" الطويل، والتشخيص بمرض مزمن يُعرف باسم التهاب الدماغ والنخاع العضلي. والمرض، المعروف باسم متلازمة التعب المزمن أو ME/CFS، هو حالة طويلة الأمد وأكثر أعراضها شيوعا هي التعب الشديد. وتشير الأبحاث المبكرة إلى أن أكثر من نصف الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بمرض "كوفيد" الطويل، يمكن أن يستوفوا معايير اعتبارهم مرهقين مزمنين.
وعند الإصابة بـ "كوفيد-19"، يتعافى معظم الأشخاص في غضون أسابيع قليلة.
ومع ذلك، في بعض الحالات، ظهرت أعراض "كوفيد" على الأشخاص بعد أشهر من زوال العدوى. ويُعرف هذا باسم "كوفيد طويل الأمد".
ومع استمرار ارتفاع حالات "كوفيد" حول العالم، أصدر الأشخاص الذين يعانون من ME/CFS تحذيرات رهيبة بشأن الحالة المنهكة.
وبعد أشهر من تشخيص إصابة، فاليري موراي، بالمرض، كافحت لأداء مهام بسيطة مثل فتح الثلاجة. كما عانت من سعال مزمن وتسارع ضربات القلب ما جعل من الصعب عليها النوم ليلا.
وفي البداية، رفض العديد من الأطباء الذين استشارتهم الأعراض التي تعاني منها على أنها مرتبطة بالقلق، قائلين "كان كل شيء في رأسها"، وفقا لتقارير Montreal Gazette.
ومع ذلك، بمجرد استبعاد جميع الخيارات الأخرى، أخبرها طبيب في معهد مونتريال للقلب: "ما أنا على وشك إخبارك به مهم: هذا ليس في رأسك. أعراضك ناتجة عن مرض يسمى التهاب الدماغ والنخاع العضلي".
وقالت مريضة أخرى، كلودين برودوم، التي تعاني من هذا المرض منذ سنوات، إنه حتى مهمة بسيطة مثل الذهاب إلى متجر يمكن أن تجعلها تشعر وكأنها تجري ماراثونا.
ويمكن أن يصيب ME/CFS الجهاز العضلي والعصبي والمناعة لدى المريض، حيث توصف أعراضه الأكثر شيوعا بأنها "توعك ما بعد الجهد".
ويشير هذا إلى تفاقم الأعراض، أو ظهور أعراض جديدة بعد أن يبذل المريض أقل قدر من الإجهاد البدني أو العقلي.
ويمكن أن يسبب "كوفيد طويل الأمد" مجموعة متنوعة من المشاكل الصحية المختلفة، مع دراسة حديثة مع وجود التهابات شديدة في الدماغ.
ووجدت الدراسة الجديدة المنشورة في Nature Communications، أن الفيروس يمكن أن يؤدي إلى التهاب حاد في الدماغ، وإصابات تتفق مع انخفاض تدفق الدم أو الأكسجين إلى الدماغ، بما في ذلك تلف الخلايا العصبية والموت، وحتى حدوث نزيف بسيط في الدماغ.
والمثير للدهشة أن هذه التأثيرات كانت موجودة في المشاركين الذين لم يعانوا من مرض شديد من "كوفيد".
وتعتبر هذه النتائج "أول تقييم شامل لعلم الأعصاب" المرتبط بعدوى SARS-CoV-2 في نموذج الرئيسيات.
وأوضح الباحثون أن النتائج تتفق مع دراسات تشريح الجثث للأشخاص الذين لقوا حتفهم بسبب فيروس كورونا.
وقال تريسي فيشر، أحد الباحثين الرئيسيين في مركز تولين القومي لأبحاث الرئيسيات، "لأن الأشخاص لم يتعرضوا لأعراض تنفسية كبيرة، لم يتوقع أحد أن يكون لديهم خطورة المرض التي وجدناها في الدماغ. لكن النتائج كانت مميزة وعميقة، ولا يمكن إنكارها نتيجة للعدوى".