رغم تراجع زيلينسكي.. ماذا يريد بوتين من أوكرانيا؟
تتصاعد من وقت لاخر حدة التصعيد الروسي ضد أوكرانيا... وفي الجانب الآخر يعمل الرئيس الأوكراني من جهته على إنقاذ بلاده من الخراب الذي لحق بها.. ففي الوقت الذي تعمل أمريكا وأوروبا باستراتيجية الحرب ضد روسيا حتى آخر أوكراني يرسل الرئيس الأوكراني زيلينسكي رسائل لنظيره الروسي بضرورة التفاوض على كل البنود الخلافية بينهما، ويضع نصب عينيه إنهاء الحرب التي أحرجت مركزه أمام المجتمع الدولي بأكمله وتسببت في انهيار كامل للبنى التحتية لأوكرانيا.
وإزاء ذلك لم تتخذ روسيا وقتًا لتعلن ردها بشكل سريع على لسان وزير دفاعها، الذي أكد أن الحرب سارية حتى تحقيق أهدافها.. وقد ترغب روسيا من ذلك كسر شوكة الغرب وأمريكا على أرض أوكرانيا لتضمن انسحابًا للناتو عن حدود بلادها من جهة.. وتضمن انهيارًا وتفككًا لمناطق أوكرانية على غرار ما حدث للاتحاد السوفييتي السابق، لتعيد روسيا ترميم ما انكسر في بداية تسعينيات القرن الماضي.
ورغم رسائل الحيرة المعلنة التي يعلن عنها الرئيس الأوكراني من وقت لأخر وكذلك الرسائل المبطنة مع بعض أجهزة أوكرانيا السرية لروسيا،، إلا أن الرئيس الروسي على ما يبدو أنه لا يريد إنهاء الحرب في القريب العاجل رافضًا أن تضع الحرب أوزارها حتى تلك اللحظة بعد ما خلفته من تأثيرات كبيرة على إمدادات العالم من النفط والغذاء.
ورغم كل ذلك إلا أنه يبدو على أن الرئيس الروسي يدرك جيدًا أن نظيره الأوكراني ليس سيد قراره،، فبوتين يعلم جيدًا أنه لا يحارب أوكرانيا في الوقت الحالي وأن أمر إنهاء الحرب ليس في يد زيلينسكي.. بل في يد العابثين بقرارات الحلف الغربي العجوز.. ومن ورائهم أمريكا.