بعد 8 جولات.. هل تنجح محادثات جنيف بإعادة سوريا إلى المسار الدستوري؟
عادت مسألة إعادة صياغة الدستور السوري إلى الواجهة مرة أخرى، في أعقاب انعقاد الجولة الثامنة من محادثات جنيف، بين 15 ممثلًا من حكومة الرئيس بشار الأسد برئاسة أحمد الكزبري والمعارضة برئاسة هادي البحرة والمجتمع المدني.
فقدان الثقة
ويعول جير بيدرسن المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، على آمال بناء الثقة بين الأطراف السورية؛ من أجل الوصول إلى ما تتطلبه الأوضاع من تقدم، مشيرًا إلى أن السوريين في حاجة إلى دعم الآن أكثر من أي وقت مضى.
جلسات مغلقة خارج جنيف
ومن المقرر أن تعقد الجولة التاسعة من المفاوضات بين الأطراف المتخاصمين في جلسات مغلقة خارج مقر الأمم المتحدة في جنيف، وذلك على نقيض الجولات السابقة التي فشلت في تحقيق أي تقدم ملموس.
مماطلة واتهامات متبادلة
وتأتي المفاوضات وسط اتهامات لوفد الحكومة السورية بالمماطلة وإضاعة الوقت، عبر اتباع استراتيجية عرقلة المحادثات السياسية، بينما تتمسك المعارضة بتنفيذ القرار الأممي 2254 لعام 2015 القاضي بالإفراج عن الموقوفين والمحتجزين قسريًا، حسب وصفهم.
مبادئ الجولة الـ7 من المحادثات
هذا وكانت قد ناقشت الجولة السابعة لمحادثات صياغة الدستور السوري في جنيف، نصوص 4 مبادئ دستورية، وهي "أساسيات الحكم وهوية الدولة ورموز الدولة ووظائف السلطات العامة".
الجدير بالذكر أن اللجنة الدستورية السورية عقدت أولى اجتماعاتها في أكتوبر عام 2019؛ بهدف إعادة صياغة دستور البلاد التي مزقتها ويلات الحرب، وتمهيد الطريق لإفساح المجال أمام إطلاق عملية سياسية أوسع نطاقًا.
بيدرسون خلفًا لـ "دي مستورا"
وعيّنت الأمم المتحدة الدبلوماسي النرويجي جير بيدرسون، مبعوثًا أمميًا إلى سوريا، في 30 أكتوبر عام 2018، من بين أربعة مرشحين لإدارة دفة التفاوض، بعد تنحي المبعوث الأممي السابق ستيفان دي مستورا، الذي حافظ على منصبه لأربع سنوات، لم يتحقق خلالها أي تقدم في عملية الانتقال السياسي.
وتعاني سوريا من نزوح الملايين من السوريين فضلًا عن مقتل نحو نصف مليون شخص منذ اندلاع الأزمة السورية عام 2011، عقب احتدام الاحتجاجات ضد حكومة الرئيس بشار الأسد، وسط محاولات جهات خارجية اشتعال الأوضاع.