نزار الجليدي يكتب: التونسيون بصدد تأسيس المهم في انتظار الأهم
يعيش التونسيون اليوم 25 جويلية يوليو عيدين، الأول هو الاحتفال بذكرى تأسيس الجمهورية الأولى في عام 1957، والثاني هو عيد الاستفتاء الشعبي على مشروع الدستور الجديد، الذي سيؤسس للجمهورية الثالثة بعد عشرية الخراب التي حكم فيها الإخوان، والتي سموها زورًا الجمهورية الثانية عبر دستور 2014 سيء الذكر.
التونسيون سيصوتون في الغالب بنعم للدستور الجديد، وهم يدركون أنه لن يحلّ مشاكلهم الاقتصادية والاجتماعية ولن يكون عصا سحرية بيد الرئيس قيس سعيد؛ ليغيّر حياتهم بمجرد اعتماده، ولكنهم في المقابل واعون ومصرّون على القطع مع منظمة الفقر والفساد والمحاباة وعدم استقلال القضاء وهذا لن يتم سوى بتغيير شامل يبدأ بالدستور وينتهي بالحياة اليومية للمواطنين.
ومشروع الدستور الجديد ليس نصا كاملا وهو عمل بشري يمكن مراجعته ونقده غير أن الأولوية اليوم والحاجة الملحة هي الانتقال إلى الضفة الأخرى من الجمهورية الجديدة.
ويبدو أن التونسيون ماضون حثيثا إلى ذلك، حيث بلغت نسبة المشاركة 6.32% إلى حدود التاسعة والنصف صباحا وهو رقم محترم وواعد في ظل الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة في حين لم تبلغ ذات النسبة 1.5% في انتخابات 2019.
التونسيون بصدد تأسيس المهّم في انتظار تحقيق الاهمّ.