من مصر هنا فلسطين

مصر وفلسطين
مصر وفلسطين

قصف وضربات.. وشهداء في كل مكان.. وسط تلال الأنقاض التي تميط لثامها عن أجساد تحت التراب جراء قصف صاروخي أطلق من فوهات الغل الصهيوني باتجاه الأراضي العربية وعلى مدنيين عزل لم يرتكبوا أي خطيئة كي ينالون هذا العقاب.

وعلى وقع تلك الضربات الإسرائيلية التي تمت منذ صباح يوم الجمعة الماضي، وانتهاءه في مساء الاثنين، سعت مصر بقوة وعزيمة لا تلين لوقف أي تصعيد بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي المحتل، الذي تعمد إطلاق صواريخ استهدفت أحد أبرز رجال حركة الجهاد الإسلامي في مبنى أطلق عليه اسم "فلسطين"، فقصفت إسرائيل فلسطين وراح ضحية القصف الشهيد تيسير الجعبري قائد سرايا القدس في حركة الجهاد.

ومع تسارع وتيرة القصف.. ومع المتابعة الحثيثة لكل من يتابع أخبار تلك العمليات العسكرية ويعقد الشفاه على الشفاه ممتعضًا مما وصل له الحال في الأراضي العربية، كانت مصر وحدها بمثابة الأيدي التي امتدت إلى الأشقاء لدرء الأذى عنهم.. حين انتفضت الأجهزة المعنية بالتواصل مع كافة الأطراف للوقف السريع لأي تصعيد من شأنه أن يتسبب في وقوع المزيد من المدنيين بين شهيد وجريح في غزة... أو بين قتيل ومصاب في إسرائيل.. وحين تكلمت مصر صمت الجميع.

فرضت مصر على الطرفين هدنة طويلة الأمد بدأت في تمام الساعة الحادية عشر والنصف بتوقيت فلسطين، فاستجاب الجميع، وتعهدت للفلسطينيين بالإفراج عن الأسيرين خليل العواودة ونقله إلى أحدى المستشفيات لتلقي العلاج، وكذلك الإفراج عن الأسير بسام السعدي، اللذان يقبعان في سجون الاحتلال منذ فترة طويلة.

كانت هذه أخر حلقة في مسلسل عنوانه "من مصر هنا فلسطين".. وقد سبقها حلقات وحلقات تدخلت فيها مصر من أجل حماية دماء الشعب الفلسطيني من ضربات الغل والحقد الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، وستستمر مصر في موقفها مهما طال الزمن.