هل تخرج الأمور عن السيطرة في الحرب الروسية الأوكرانية؟
أخبر وزير الدفاع الروسي، سيرجي شويغو، نظرائه الغربيين أن الحرب في أوكرانيا تتجه نحو "تصعيد غير منضبط" وسط أدلة على أن الكرملين يدرس كيفية الرد على هزيمة أخرى متوقعة في ساحة المعركة حول مدينة خيرسون الجنوبية الرئيسية.
ومع قيام القوات الروسية بإنشاء دفاعات جديدة لهجوم أوكراني جديد في لوهانسك في شرق البلاد أيضًا، يبدو أن موسكو تمهد الطريق لمزيد من التصعيد، مع ادعاءات مشكوك فيها بأن كييف ربما تستعد لاستخدام قنبلة قذرة باعتبارها "كاذبة". عملية العلم "لإلقاء اللوم على روسيا.
وألمح المسؤولون الروس - بمن فيهم فلاديمير بوتين - مرارًا وتكرارًا إلى أن الكرملين قد يكون مستعدًا لاستخدام سلاح نووي كجزء من سياسة حافة الهاوية الفاشلة حتى الآن لتثبيط كييف وحلفائها الغربيين، الذين كانوا يمدون أوكرانيا بالأسلحة الحديثة والاستخبارات والتدريب..
وناقش شويغو "الوضع المتدهور بسرعة" في مكالمات هاتفية مع نظرائه البريطانيين والفرنسيين والأتراك، كما تحدث هاتفيًا مع وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، للمرة الثانية في غضون ثلاثة أيام. وقالت وزارة الدفاع الأمريكية إن أوستن أبلغ شويغو بأنه "رفض أي ذريعة للتصعيد الروسي".
وقال شويغو، دون تقديم أدلة، إن أوكرانيا يمكن أن تصعد باستخدام "قنبلة قذرة" - وهي متفجرات تقليدية مليئة بمواد مشعة.
ولاحظ المحللون أن "القنبلة القذرة" لن يكون لها فائدة تذكر لأوكرانيا في ساحة المعركة، ليس أقلها عندما تستعيد قواتها حاليًا مساحات شاسعة من الأراضي بالوسائل التقليدية، بدلًا من تفسير ادعاء روسيا على أنه ذريعة للتصعيد المخطط لها.
وقال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في خطاب ألقاه خلال الليل، إن الاتهام الروسي مؤشر على أن موسكو كانت تخطط لمثل هذا الهجوم بنفسها وستلقي باللوم على أوكرانيا.
قال زيلينسكي: "إذا اتصلت روسيا وقالت إن أوكرانيا تجهز شيئًا ما، فهذا يعني شيئًا واحدًا: لقد أعدت روسيا بالفعل كل هذا". "لذلك عندما ينظم وزير الدفاع الروسي اليوم حلقة دائرية عبر الهاتف ويتصل بوزراء الخارجية لإطلاعهم على قصص حول ما يسمى بالقنبلة النووية" القذرة "، فإن الجميع يفهم كل شيء جيدًا. يفهم من هو مصدر كل شيء قذر يمكن تخيله في هذه الحرب ".
تتلاءم تعليقات شويغو مع نمط مقلق من الإجراءات التصعيدية من قبل موسكو حيث انقلب تيار الحرب ضدها، وآخرها استهدافها للبنية التحتية المدنية بالصواريخ وطائرات "كاميكازي" دون طيار بعد هجوم كييف على جسر مضيق كيرتش في شبه جزيرة القرم في وقت سابق من هذا الشهر.
وفي بيان مشترك بعد المحادثات، قالت بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة إنهم ملتزمون بدعم أوكرانيا "ما دام يتطلب الأمر" ورفضوا تحذير روسيا بشأن "قنبلة قذرة"، وقالوا: "أوضحت بلداننا أننا جميعًا نرفض مزاعم روسيا الكاذبة بشفافية بأن أوكرانيا تستعد لاستخدام قنبلة قذرة على أراضيها". "سيرى العالم من خلال أي محاولة لاستخدام هذا الادعاء كذريعة للتصعيد".
وعلق نايجل جولد ديفيز، الباحث البارز في روسيا وأوراسيا والمعهد الدولي للشؤون الاستراتيجية، على تويتر: "روسيا هي التي تتصاعد: الهجمات على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا، والهجمات الواضحة على البنية التحتية للاتصال الغربي، والتعدين في سد نوفايا كاخوفكا. ولعب بالنار النووية في استهداف محطة زابورجيا النووية ولذلك من الصعب رؤية هذه المكالمات على أنها أي شيء آخر غير شويغو إما مضاعفة مخادع بوتين، أو تمهيد الطريق للاستخدام النووي الروسي. نعم، نووي (أي انشطار [وليس قنبلة قذرة]). إن القنبلة القذرة ستخرق المحرمات النووية ولكنها لن تحقق تأثيرات كبيرة ".
وأضاف: "أخشى أن يكون هناك الكثير من الدوافع وراء رفض الاستخدام النووي الروسي المحتمل. لا نريد أن يحدث ذلك، أو لا نرى الهدف، لذلك لن يحدث. لكن روسيا تواجه منطق تضاؤل الخيارات وهي تخسر. احتمال التصعيد بجميع أنواعه ".
