انتفاضية عربية وعالمية ضد تفشي الكوليرا في بعض الدول.. القصة الكاملة لعودة وباء قاتل
في ظل الأزمات السياسية والصحية التي يعاني منها العالم، وبعد فترة ليست بالطويلة من بدء فتح الدول أبوابها بعد حالة إغلاق على إثر تفشي فيروس كورونا المستجد، كشفت تقديرات اقتصادية عن عودة تفشي وباء الكوليرا القاتل في عدد من دول العالم خلال تلك الفترة، وهو ما استدعى تضامنًا عربيًا ودوليًا على كافة المستويات لمواجهة ذلك التحدي الجديد، في الوقت الذي دعت فيه منظمة الصحة العالمية لاتخاذ كافة التدابير لإيقاف تفشي المرض.
وفي هذا الإطاردخلت جامعة الدول العربية على خط الأزمة، بعد أن أعربت الأمانة العامة لها عن القلق الشديد من تفشي الوباء في لبنان واليمن بشكل خاص، في ظل ارتفاع معدلات الإصابات والوفيات.
وناشدت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية المجتمع الدولي والمنظمات الإغاثية العربية والدولية إلى التحرك الفوري والسريع لتقديم المساعدات الصحية العاجلة لدعم القطاع الصحى فى الجمهورية اللبنانية والجمهورية اليمنية لتعزيز قدرتهما على مواجهة هذا المرض الخطير.
كما وجه الأمين العام لجامعة الدول العربية، لاتخاذ كافة الإجراءات اللازمة مع وزارتي الصحة بالبلدين والجهات والمنظمات العربية والدولية لتوفير الاحتياجات الصحية العاجلة للتصدي لتفشى الكوليرا، كما طالب الدول الأعضاء إمداد لبنان واليمن باللقاحات المضادة للكوليرا وتسريع عملية التطعيم لمواجهة هذه الكارثة الصحية الطارئة.
وفي سياق متصل أكد المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور أحمد المنظري، إنه بعد عقود مرت دون حالة كوليرا واحدة، جاءت الفاشية التي أُعلن عنها مؤخرًا في لبنان وسوريا لتشير إلى عودة مشئومة للكوليرا في هذين البلدين.
وأضاف المنظري في مؤتمر صحفي له اليوم، أن هذه العودة تأتي ضمن نمط متفاقم في جميع أنحاء الإقليم والعالم، حيث يئن 8 بلدان من بين 22 بلدًا في الإقليم تحت وطأة فاشيات الكوليرا والإسهال المائي الحاد.
وقال، إنه على مستوى العالم، هناك 29 فاشية للكوليرا حاليًا، وهو أعلى رقم مُسجَّل في التاريخ، ويمكن أن تنتقل الكوليرا من بلد إلى آخر، لذلك فإن الفاشيات الحالية تُعرِّض البلدان المجاورة لخطر متزايد وتؤكد الحاجة إلى مكافحة الكوليرا على وجه السرعة، وهذا جرس إنذار لنا جميعًا.
وحذر المنظري من انتشار سريع لوباء الكوليرا بسبب الظروف التي يمر بها الإقليم، ومنها عدة طوارئ إنسانية وصحية معقدة وصراعات مستمرة منذ وقت طويل وضعف البنية الأساسية للمياه والصرف الصحي وتدهور الأوضاع الاقتصادية.