مع تصاعد الاحتجاجات في كافة المدن.. هل تحولت انتفاضة إيران إلى ثورة ضد النظام؟
لا تزال التظاهرات تعم المدن الإيرانية على اختلافها واختلاف قوميات سكانها، الذين نددوا بتعاملات السلطات الأمنية معهم جراء مشاركتهم في الاحتجاجات التي عمت البلاد بعد مقتل الفتاة الكردية مهسا أميني على يد شرطة الأخلاق، حيث تصاعدت حدة مطالب المتظاهرين إلى حد المطالبة بإسقاط النظام.
وفي ذلك الإطار لجأ المتظاهرون إلى التصعيد من خلال الاتفاق على استمرار تلك التظاهرات مادامت القبضة الأمنية لدى السلطات هي السبيل الأوحد للتعامل مع المحتجين السلميين، والذين يتخذون من الدعم الغربي والأمريكي لهم دافعًا للاستمرار في التظاهر والمطالبة بمزيد من الحريات في ظل نظام سياسي يجبر الجميع وتحديدًا النساء على ارتداء زي معين في الأماكن العامة.
ولم تعد التظاهرات مجرد احتجاجات شبابية ونسائية ضد القمع السلطوي والأمني، حيث سبق أن نظم طلاب الجامعات في إيران تظاهرات عارمة لرفض سياسات قوات الباسيج في اعتقال الطلبة، والاعتداء عليهم جراء مشاركتهم في التظاهرات، فيما انضم لتلك التظاهرات والاحتجاجات سائقو الشاحنات في منطقة شابور بأصفهان، والذين نظموا إضرابًا مفتوحًا بعد أن عملوا على اصطفاف سياراتهم على حافة الطرق السريعة دون عمل، رفضًا لممارسات النظام.
ولم يتوقف الأمر عند ذلك الحد، بل تعداه إلى لجوء السلطات الأمنية وبإيعاز من المرشد ومؤسساته إلى اعتقال ابنة شقيقة المرشد علي خامنئي، بسبب انتقادها للسلطات الإيرانية، حيث اقتادتها قوات الأمن الإيراني إلى سجن إيفين بوسط العاصمة الإيرانية طهران.
كما تم اعتقال عدد من الصحفيين وأبرزهم الصحفي الرياضي الشهير مهدي أميربور، بعد أن اقتحمت قوات الأمن منزله في الساعة الثانية بعد منتصف الليل لاعتقاله، طبقًا لشهادة زوجته صدف فاطمي، علاوة على اعتقال عدد كبير من الصحفيين العاملين في مؤسسات دولية، وكذا المواطنين مزدوجي الجنسية، لتستخدمهم كورقة ضغط ضد الدول الأوروبية التي تتضامن مع الاحتجاجات الإيرانية في بيانات لها من وقت لأخر، وفي ظل لجوء تلك الدول الغربية وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية إلى فرض عقوبات ضد إيران.
ويرى مراقبون أن تلك الاحتجاجات اتخذت مسارات متعرجة، بداية من كونها تظاهرات محدودة في مناطق الأكراد مسقط رأس مهسا أميني، حتى امتدت إلى مدن يعيش فيها قوميات أخرى غير القوميات العربية والبلوش وغيرهم، ما تسبب في تآذر كبير بين قوى الشعب الإيراني الذين يعيشون تحت سطوة إجراءات قمعية أمنية واقتصادية صعبة بسبب العقوبات المفروضة على إيران، وهو ما جعل تلك الاحتجاجات تتخذ اتجاه أخر وهو اتجاه الثورة على النظام الإيراني الحالي.