بايدن وترامب في الانتخابات الرئاسية 2024.. التجديد النصفي للكونجرس "غير البوصلة"
رياح الانتخابات النصفية الأمريكية تبعثر إحداثيات المشهد لدى الديمقراطيين والجمهوريين وتغير بوصلة الاقتراع التمهيدي للسباق نحو الرئاسة.
وخلال الفترة التي سبقت الانتخابات النصفية المقامة في نوفمبر الماضي، تفجر نقاش حول كيف أن الجمهوريين كانوا يطالبون بتأييد الرئيس السابق دونالد ترامب، في حين أراد الديمقراطيون أن يظل الرئيس جو بايدن بعيدا.
لكن بعد مرور حوالي الشهر منذ انتخابات التجديد النصفي للكونجرس، تبدو الصورة مختلفة تماما.
ورأى تحليل نشرته شبكة "سي إن إن" الأمريكية أن بايدن في أفضل وضع له للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة لعام 2024.
أما ترامب، من جانب آخر، فيجد أن وضعه بين الجمهوريين لم يضعف جراء نتائج الانتخابات النصفية فحسب، بل أيضًا يتخلف في عدد من استطلاعات الرأي عن الانتخابات التمهيدية الجمهورية أمام حاكم فلوريدا رون ديسانتيس.
وربما أفضل مؤشر على قوة بايدن أنه ليس لديه خصم محتمل واضح للانتخابات التمهيدية لعام 2024 بهذه المرحلة، والآن، بصفته شاغلا للمنصب، لم يكن مرجحا أن يكون لديه عدد كبير من المنافسين.
لكن، حسب "سي إن إن"، كان من الممكن أن يتحدى ديمقراطي واحد على الأقل بايدن إذا كان أداء الديمقراطيين سيئا في الانتخابات النصفية.
وبدلًا من ذلك، حدث العكس؛ حيث قال خصوم محتملون رئيسيون مثل حاكم كاليفورنيا جافين نيوسوم إنه لن يترشح أمام بايدن.
وأكد تقريبا كل لاعب قوي في الحزب الديمقراطي دعمه لبايدن في حال قرر الترشح مجددا.
ولا يمكن قول الأمر نفسه عن ترامب، فحتى بعدما أعلن ترشحه للرئاسة الشهر الماضي، أيد سيناتور واحد فقط ترشحه لولاية ثانية. ولن ينسحب المنافسون الجمهوريون المحتملين من سباق الانتخابات التمهيدية لعام 2024.
أسباب
واعتبر تحليل "سي إن إن" أن السبب الأكبر في ذلك هو ضعف أرقام ترامب في استطلاعات الرأي، وليس فقط أدائه أمام الجمهوريين الآخرين، بل كيف يراه الناخبون الجمهوريون كذلك، لافتا إلى أن أحد أكبر سمات ترامب تتمثل في أنه أقنع أنصاره بقدرته على الفوز.
وقبل ثلاثة أعوام، أظهرت استطلاعات الرأي أن حوالي 80% من الجمهوريين اعتقدوا أنه كان أفضل فرصة للحزب للتغلب على المرشح الديمقراطي للرئاسة.
ووجد استطلاع أجرته كلية ماريست بعد الانتخابات النصفية أن تلك النسبة تراجعت إلى 35%، في حين قفزت نسبة الجمهوريين الذين يعتقدون أن ترامب لن يكون أقوى مرشح، إلى 54%.
وبلغ المعدل الإيجابي لترامب بين الجمهوريين في استطلاع لجامعة كوينيبياك في أكتوبر/تشرين الأول 2021، 86%، لكن وضع نفس الاستطلاع تقييم ترامب الإيجابي لهذا الشهر عند 71% بين الجمهوريين.
ووجد استطلاع أجرته "سي إن إن" وشركة "إس إس آر إس" في وقت سابق من هذا الشهر، أن ديسانتيس يتمتع بمعدل إيجابي أعلى من ترامب بين الجمهوريين، مما يشير إلى أن الرئيس السابق لم يعد المرشح الأكثر تفضيلا داخل حزبه.
اختلاف كبير
ويمثل ذلك اختلافا كبيرا بين بايدن وترامب؛ حيث يسير خط شعبية الرئيس الحالي بين قاعدته في الاتجاه الصحيح، ويعتبر أشهر سياسي داخل الحزب الديمقراطي.
ووضع استطلاع الـ "سي إن إن" تقييم بايدن في الثمانينات ومتقدما على نائبته كامالا هاريس ونيوسوم بين الديمقراطيين.
فيما بلغ معدل شعبية بايدن بين الديمقراطيين 86% في استطلاع كوينيبياك، وهذه قفزة من 79% في استطلاع أجرته الجامعة قبل الانتخابات.
وفي الواقع، كان معدل تأييد بايدن في كل استطلاع مهم للآراء أعلى من 80% بين الديمقراطيين.