أوروبا على حافة الخطر.. "أكذوبة" مخزونات الغاز تكشف عن شتاء مرعب
في عام 2021، شكلت روسيا حوالي 45% من واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز، لكن اعتبارا من أغسطس/أب 2022، كان هذا الرقم حوالي 17%.
تقليل الاعتماد على الغاز الروسي بسبب الحرب في أوكرانيا وضع أوروبا في وضع محفوف بالمخاطر في فصل الشتاء.
لتقليل احتمالية حدوث أزمة طاقة في موسم التدفئة، حددت كتلة الاتحاد الأوروبي هدفا لملء 80% من مخزون الغاز تحت الأرض بحلول الأول من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
مع دخول فصل الشتاء، تمتلك العديد من الدول الأوروبية مستويات تخزين شبه كاملة للغاز، مع امتلاء 94% من إجمالي تخزين الغاز في الاتحاد الأوروبي.
لكن مقارنة التخزين بالاستهلاك السنوي يرسم صورة مختلفة، تكشف عن أزمة حقيقية لدول القارة العجوز.
وفقا لبيانات "visualcapitalist"، تكشف البيانات المتاحة حتى الأسبوع الأخير من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أن المخزون الحالي من الغاز للقارة لا يكفي سوى أقل من 4 أشهر.
سنجد أن سعة التخزين الإجمالية لأوكرانيا تبلغ، 325 تيراوات/ساعة، وتبلغ نسبة التخزين المملوءة 30%، وهذه النسبة تمثل 38% من الاستهلاك السنوي.
في ألمانيا، تبلغ سعة التخزين الإجمالية، 246 تيراوات/ساعة، وتبلغ نسبة التخزين المملوءة 99%، وهذه النسبة تمثل 27% من الاستهلاك السنوي.
في إيطاليا، تبلغ سعة التخزين الإجمالية، 193 تيراوات/ساعة، وتبلغ نسبة التخزين المملوءة 92%، وهذه النسبة تمثل 25% من الاستهلاك السنوي.
في هولندا، تبلغ سعة التخزين الإجمالية، 139 تيراوات/ساعة، وتبلغ نسبة التخزين المملوءة 89%، وهذه النسبة تمثل 35% من الاستهلاك السنوي.
في فرنسا، تبلغ سعة التخزين الإجمالية، 134 تيراوات/ساعة، وتبلغ نسبة التخزين المملوءة 98%، وهذه النسبة تمثل 30% من الاستهلاك السنوي.
في النمسا، تبلغ سعة التخزين الإجمالية، 96 تيراوات/ساعة، وتبلغ نسبة التخزين المملوءة 95%، وهذه النسبة تمثل 100% من الاستهلاك السنوي.
في المجر، تبلغ سعة التخزين الإجمالية، 68 تيراوات/ساعة، وتبلغ نسبة التخزين المملوءة 83%، وهذه النسبة تمثل 52% من الاستهلاك السنوي.
في التشيك، تبلغ سعة التخزين الإجمالية، 44 تيراوات/ساعة، وتبلغ نسبة التخزين المملوءة 96%، وهذه النسبة تمثل 46% من الاستهلاك السنوي.
في سلوفاكيا، تبلغ سعة التخزين الإجمالية، 39 تيراوات/ساعة، وتبلغ نسبة التخزين المملوءة 91%، وهذه النسبة تمثل 67% من الاستهلاك السنوي.
في بولندا، تبلغ سعة التخزين الإجمالية، 36 تيراوات/ساعة، وتبلغ نسبة التخزين المملوءة 98%، وهذه النسبة تمثل 15% من الاستهلاك السنوي.
في إسبانيا، تبلغ سعة التخزين الإجمالية، 35 تيراوات/ساعة، وتبلغ نسبة التخزين المملوءة 97%، وهذه النسبة تمثل 10% من الاستهلاك السنوي.
في رومانيا، تبلغ سعة التخزين الإجمالية، 33 تيراوات/ساعة، وتبلغ نسبة التخزين المملوءة 94%، وهذه النسبة تمثل 27% من الاستهلاك السنوي.
في لاتفيا، تبلغ سعة التخزين الإجمالية، 24 تيراوات/ساعة، وتبلغ نسبة التخزين المملوءة 59%، وهذه النسبة تمثل 122% من الاستهلاك السنوي.
في الدنمارك، تبلغ سعة التخزين الإجمالية، 10 تيراوات/ساعة، وتبلغ نسبة التخزين المملوءة 98%، وهذه النسبة تمثل 42% من الاستهلاك السنوي.
في رومانيا، تبلغ سعة التخزين الإجمالية، 33 تيراوات/ساعة، وتبلغ نسبة التخزين المملوءة 94%، وهذه النسبة تمثل 27% من الاستهلاك السنوي.
في المملكة المتحدة، تبلغ سعة التخزين الإجمالية، 10 تيراوات/ساعة، وتبلغ نسبة التخزين المملوءة 100%، وهذه النسبة تمثل 1% من الاستهلاك السنوي.
في بلجيكا، تبلغ سعة التخزين الإجمالية، 8 تيراوات/ساعة، وتبلغ نسبة التخزين المملوءة 100%، وهذه النسبة تمثل 5% من الاستهلاك السنوي.
في بلغاريا، تبلغ سعة التخزين الإجمالية، 6 تيراوات/ساعة، وتبلغ نسبة التخزين المملوءة 93%، وهذه النسبة تمثل 16% من الاستهلاك السنوي.
في كرواتيا، تبلغ سعة التخزين الإجمالية، 5 تيراوات/ساعة، وتبلغ نسبة التخزين المملوءة 95%، وهذه النسبة تمثل 16% من الاستهلاك السنوي.
في البرتغال، تبلغ سعة التخزين الإجمالية، 4 تيراوات/ساعة، وتبلغ نسبة التخزين المملوءة 98%، وهذه النسبة تمثل 7% من الاستهلاك السنوي.
في السويد، تبلغ سعة التخزين الإجمالية، 0.1 تيراوات/ساعة، وتبلغ نسبة التخزين المملوءة 93%، وهذه النسبة تمثل 1% من الاستهلاك السنوي.
وتبلغ إجمالي سعة التخزين في دول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا 1119 تيراوات/ساعة، وتبلغ نسبة التخزين المملوءة 94%، وهذه النسبة تمثل 28% من الاستهلاك السنوي.
الأرقام السابقة تكشف أن أوكرانيا تمتلك أكبر سعة تخزين، وعلى الرغم من أنها ممتلئة بنسبة 30% فقط، فإنها تمثل ما يقرب من 40% من استهلاك الغاز السنوي في البلاد.
ما هي الدول المعرضة لخطر نفاد الغاز؟
قامت ألمانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا وأكبر مستورد للغاز الروسي، بملء مخزونها من الغاز بالكامل تقريبا، على الرغم من ذلك، تبلغ إمدادات التخزين فقط 27% من استهلاك الغاز الألماني السنوي.
بالنظر إلى أن نصف جميع الأسر الألمانية تستخدم الغاز الطبيعي للتدفئة، فإن هذه المخزونات مهمة بشكل خاص في ذروة الشتاء.
في حين أن مرافق التخزين في دول مثل بولندا وإسبانيا وبلجيكا ممتلئة بنسبة تزيد عن 90%، إلا أنها لا تمثل سوى جزء بسيط من استهلاك الغاز السنوي بنسبة 15% و10% و5% على التوالي.
على الجهة الأخرى، نجد أن بعض الدول مثل النمسا ولاتفيا قامت بتخزين غاز أكثر مما تستهلكه في عام كامل.
في المملكة المتحدة نجد أن مخزون الغاز ممتلئ، ولكنه لا يشكل سوى 1% من استهلاكها السنوي.
وتعتمد غالبية منازل المملكة المتحدة على الغاز للتدفئة، كما أنها مسؤولة عن 30% من توليد الكهرباء، ويمكن أن تؤدي أزمة الغاز إلى ارتفاع أسعار التدفئة والكهرباء لسكان المملكة المتحدة.
لكن الأسوأ يتمثل في كون 9 دول تابعة للاتحاد الأوروبي ليس لديها أي مواقع لتخزين الغاز.
ما التالي بالنسبة لأزمة الغاز في أوروبا؟
هذا العام، لعبت درجات الحرارة الأكثر دفئا من المعتاد والجهود المبذولة لتقليل استهلاك الغاز دورا مهما في السيطرة على أزمة الطاقة في أوروبا قبل حلول فصل الشتاء.
ومع ذلك، فإن اعتماد المنطقة على روسيا كان في طور التكوين لعقود، ولن يكون استبداله سهلا.
من المحتمل أن يتم استنفاد مواقع تخزين الغاز في دول الاتحاد الأوروبي بحلول ربيع عام 2023.
وبدون خط أنابيب الغاز من روسيا، سيكون لأوروبا قدرة استيراد محدودة، وقد يكون ملء مواقع تخزين الغاز للشتاء المقبل أمرا صعبا.
تتخذ أوروبا عددا من المبادرات لمكافحة الأزمة، حيث تعهدت دول المنطقة (بما في ذلك المملكة المتحدة) بأكثر من 700 مليار دولار لخفض تكاليف الطاقة للأسر وتلبية احتياجات السيولة لشركات الطاقة.
هذا، إلى أن انخفاض الطلب الاستهلاكي بسبب ارتفاع أسعار الغاز، سيساعد في تقليل آثار الأزمة على المدى القصير.
بالنظر إلى عامي 2023 و2024، إذا ظلت أسعار الغاز مرتفعة، فمن المرجح أن ينخفض الإنتاج الصناعي مع خفض المنتجين للتكاليف.
إلى جانب انخفاض ثقة المستهلك والتضخم المرتفع، من المرجح أن يؤدي الانخفاض في الناتج الصناعي إلى تفاقم الركود المحتمل، في حالة تطور الأمور على هذا النحو.