هل تواجه تركيا صعوبة في الحفاظ على التوازن بين إسرائيل وحماس؟
تواجه تركيا مأزقًا سياسيًا واقتصاديًا في علاقتها مع إسرائيل، ففي حين تحاول أنقرة تحسين التعاون التجاري والأمني مع تل أبيب، تواصل الرئيس رجب طيب أردوغان التعبير عن دعمه لحركة حماس، التي تشن حربًا على إسرائيل من قطاع غزة.
وفي تقرير لموقع "المونيتور"، يتناول الصحفي دينيز جيزيري الجدل الدائر حول موقف تركيا من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ويستعرض العوامل الداخلية والخارجية التي تؤثر على سياستها. ويقول إن تركيا تسعى إلى تحقيق توازن بين مصالحها الاقتصادية والاستراتيجية مع إسرائيل، وبين طموحاتها الإقليمية والدينية مع حماس.
ويشير التقرير إلى أن تركيا وإسرائيل تشهدان تحسنًا في علاقاتهما منذ بداية العام الجاري، وأنهما تبادلتا السفراء والوفود الرسمية والتجارية، وأنهما تعاونتا في مجالات الطاقة والتكنولوجيا والزراعة والسياحة. ويقول إن حجم التجارة بين البلدين بلغ نحو 6 مليارات دولار في النصف الأول من العام، وأنه من المتوقع أن يزيد في الفترة المقبلة.
ويضيف التقرير أن تركيا ترى في إسرائيل شريكًا مهمًا في مواجهة التحديات الأمنية والجيوسياسية في المنطقة، خاصة في ظل التوترات مع اليونان وقبرص والسعودية وإيران وسوريا. ويقول إن تركيا تسعى إلى تعزيز التعاون مع إسرائيل في مجالات الاستخبارات والدفاع ومكافحة الإرهاب والتطرف.
ومع ذلك، يقول التقرير إن تركيا لم تتخل عن دعمها لحماس، التي تعتبرها حركة مقاومة شرعية وشعبية، وتستضيف عددًا من قادتها وأعضائها على أراضيها. ويقول إن أردوغان يهلل لحماس وينتقد إسرائيل بشدة على الساحة الدولية، ويدعو إلى حماية القدس والمسجد الأقصى والشعب الفلسطيني. ويقول إن هذا الموقف ينسجم مع رؤية أردوغان لنفسه كزعيم إسلامي ومدافع عن القضايا العربية.
ويختتم التقرير بالقول إن تركيا تواجه صعوبة في الحفاظ على هذا التوازن بين إسرائيل وحماس، وأنها تحتاج إلى تبني سياسة أكثر واقعية ومسؤولية تجاه الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وأنها تحتاج إلى العمل على تهدئة التوترات وتعزيز الحوار والتعايش بين الأطراف المتنازعة.