محسن الأحمر.. الجنرال الذي قادته شهوة الانتقام لتدمير بلاده
في كل بلاد العالم لا يعد المنصب السياسي حكرا على شخص دون غيره إلى الأبد، وحين تنتهي الفترة المحددة لتولي شخص ما منصبا سياسيًا فعليه تسليم منصبه لمن يأتي بعده، لكن اليمن وحدها لها مقاييس مختلفة عن بقية دول العالم.
ويختلف الجنرال محسن الأحمر عن سابقه ممن تولوا نفس المنصب وتركوه بأريحية بعد انتهاء فترة توليهم المنصب المقررة، حيث سبق أن أصدر الرئيس اليمني قرارا قبل 8 أعوام، أُعفي نائب الرئيس ورئيس الحكومة خالد محفوظ بحاح من منصبه، وعُين الفريق الركن علي محسن الأحمر نائبا للرئيس، وأحمد عبيد بن دغر رئيسًا للوزراء.
ويعد الجنرال علي محسن الأحمر واحدا ممن دعته شهوة الانتقام بعد عزله من منصبه إلى تدمير مقدرات بلاده، من خلال تورطه في الإفراج عن عناصر إرهابية تابعة لتنظيم القاعدة من سجن سيئون، كرد فعل على قرار عزله وتدشين مجلس رئاسي جديد يضم رجالا حاربوا من أجل دحر التنظيمات المتطرفة وأبرزهم اللواء عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن.
وفور إعلان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي عن تشكيل المجلس الرئاسي، وقد انتشرت أنباء عن تورط الاحمر مع تابعين الإخوان في اليمن في الإفراج عن 10 عناصر مطلوبين أمنيا من سجن مدينة سيئون اليمنية، فيما رفعت السلطات الأمنية الاستنفار الأمني لإعادة ضبطهم.
وأظهرت وثيقة صادرة عن المنطقة العسكرية الأولى موجهة لقادة وعمليات الأمن العام والشرطة في وادي وساحل حضرموت تمكن 10 سجناء بينهم عناصر مشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة الإرهابي من الفرار.
السجناء كانوا محتجزين في سجن الأمن المركزي مدينة سيئون أهم حواضر وادي حضرموت، وعمدوا إلى اختلاق شجار قبل أن يهاجموا جنود الأمن المكلفين بحراسة السجن.
وقالت مصادر يمنية ل "متن نيوز" إن الجنرال علي محسن الأحمر يحاول الانتقام من الحكومة الشرعية بعد قرار إقالته من منصبه وإسناد مهامه إلى المجلس الرئاسي الجديد، مشيرة إلى أن تورط الاحمر في تسهيل هروب عناصر القاعدة من الجنوب يعكس رغبته في إخراج المجلس الانتقالي الجنوبي وإظهاره بمظهر ضعيف من خلال الاختراق الأمني وإحداث القلاقل.
واضافت المصادر أن القوات المسلحة الجنوبية أعلنت حالة الاستنفار الأمني من أجل السيطرة على الأوضاع الأمنية من منطلق مسؤوليتها الوطنية، مرجحة تمكن القوات الأمنية والعسكرية من ضبط تلك العناصر في القريب العاجل، في الوقت الذي يستعد فيه المجلس الرئاسي من خلال التنسيق مع أعضائه في بسط الأمن والاستقرار في ربوع الجنوب بشكل خاص واليمن بشكل بشكل، وذلك بعدما نجح المجلس الانتقالي الجنوبي والقوات المسلحة الجنوبية في دحر الحوثيين وإخراجهم من مناطق الجنوب وكذلك المليشيات المسلحة وعناصر داعش والقاعدة.